للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[آثار تاريخية]

آثار مصرية - آثار فارسية - آثار يابانية - آثار عربية - آثار رومانية

الحكمة المشرقية

وهذا هو مجموع الآثار الأولى الثلاثة قال الفاضل محمد لطفي جمعة معرب هذا الكتاب ومهديه إلى البيان: الحكمة المشرقية هو كتاب ذو أجزاء ثلاثة الأول يشتمل حكم فتاحوتب وزير الملك ايسوسي احد ملوك الأسرة الخامسة كتبه يعلم ابنه الحكمة ويرشده وهو من الكتب النادرة التي بقيت من آثار الأدب المصري القديم الجزء الثاني يشتمل (جولستان) أو روضة الورد في الحكمة والزهد والأمثال لحكيم الفرس وشاعرها الأشهر مصلح الدين سعد الشيرازي من أهل القرن السادس للهجرة وشهرة هذا الكتاب تكفي في الدلالة على مايحتويه الجزء الثالث في تربية الاناث اليابان وضعه أحد مشهوريهم في القرون الوسطى وله مقدمتان الأولى في تاريخ نهضة اليابان الحديثة والثانية في موضوع الكتاب - وهذا هو الجزء الأول من كتاب الحكمة المشرقية وقد وضع له العرب الفاضل ثلاث مقدمات قال حفظه الله.

المقدمة الأولى

كانت حكم فتاحوتب لدي قدماء المصريين من الكتب المعتبرة حتى أنهم كانوا يعلمونها أولادهم في المكاتب والمدارس ويقرأونها في المنازل والمجالس لهذا عثر البحاثون في الآثار المصرية على نسخ عدة من هذا الكتاب النفيس ولا يخفى أن كثيراً من الكتب النافعة الممتعة وجدت حيث كانت معاهد العلم ولولا تعدد نسخها ما عثرنا ببعضها بعد مرور ستين قرناً من تاريخ تأليفها وانتشارها.

وقد علمنا من ورق البابيروس (البردى) أن طلاب دار العلوم المصرية القديمة كانوا يكتبون في اليوم ثلاث صفحات من حكم فتاحوتب ليحسنوا خطوطهم ويهذبوا نفوسهم وليتخرجوا في فنون البلاغة والإنشاء لسلاسة أسلوب الحكم والنصائح المذكورة وتلك الكراسات التي كتبها شبان المصريين القدماء هي التي يصرف محبوا الآثار في هذا العهد أيامهم ويوقفون أعمارهم على البحث عنها والتنقيب عليها ونقلها من اللغة القديمة إلى اللغات الحديثة لينعم أبناء هذا العصر نظرهم في حكمة أبناء القرون الغابرة.