للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أما النسخة الأصلية التي فسرها العلامة باتسكومجن العالم الأثري الإنجليزي وهي معتمدنا في هذا التفسير العربي فقد عثر بها العلامة المؤرخ الفرنسي بريس دافن ومعها غيرها من الآثار الأديبة في شتاء عام ١٨٤٧ وذكر هذا المؤرخ أنه شراها من فلاح مصري كان يعمل في الحفر والتنقيب على مقربة من مقابر طيبة ويذهب البعض إلى القول بان تلك الآثار الأديبة الثمينة وجدت في أجداث ملوك حنتف وهم أفراد الأسرة الحادية عشر التي أقام امنمحعت الأول على إنقاضها دعائم دولته وانتزع الملك من آخر ملوكها وحصره في أسرته الثانية عشر.

وقد اهدى العلامة بريس دافن هذه النسخة إلى دار الكتب الملكية بباريس حيث لا تزال معروضة لأنظار الزائرين وطول القرطاس التي كتبت فيها حكم فتاحوتب بالذراع البلدي ثمانية ونصف وعرضها ذراع وهذا قياس البابيروس المعروف لهذا رجح المؤرخون رأي القائلين بالعثور بتلك الأوراق في قبور الملوك. أما ورقة البابيروس المذكورة فمؤلفة من ثماني عشرة صفحة مكتوب بعضها بالمداد الأسود وبعضها بالأحمر. ويحسب رائيها لأول وهلة أنها حديثة لأن طول القدم لم يصبها بآفات التبديد والتشتيت حتى إذا تبينها وقلب صفحاتها ظهر له أنها لم تنج من آفات القدم التي اغتالت بعض الأوراق وتركت البعض الآخر أثراً بعد عين. ومما أبقاه لنا الدهر من أوراق ذلك العهد كتاب كامل وهو حكم فتاحوتب وآخر ناقص وهو نصائح كاجمني أما نسبة الكتاب الثاني إلى كاجمني فمن باب الحدس والتخمين لأن العث لم يبق على شيء يستدل منه على اسم واضع الكتاب ولأن المفسرين لم يعثروا فيه من أوله إلى آخره إلا على علم واحد وهو كاجمني فظنوه اسم واضع السفر. وأهمية هذا الكتاب هي في أنه أقدم ما كتبه البشر حسبما نص علماء الآثار

أما تاريخ الكتاب الكامل الشامل لحكم فتاحوتب فمعروف ولا خلاف في أمره لأن مؤلفه ذكر عن نفسه أنه وضعه في عهد الملك ايسوسي وهو آخر ملوك الأسرة الخامسة فكأن فتاحوتب وضع كتابه في القرن السادس والثلاثين قبل المسيح أي منذ خمسة آلاف وخمسمائة سنة.

والعجيب في أمر هذا الكتاب وغيره مما كتبه المصريون الأقدمون أنها لا تزال جديرة باعتبار القراء في كل زمان ومكان. وقيمة حكم فتاحوتب عظيمة لأنها تشمل الشريعة