للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[تشخيص الأمراض]

بواسطة الأحلام

في هذا المقال الذي سنبسطه للقراء أمل للضعفاء الذين يعانون آلاماً من أمراض النفس ويشعرون أنهم يعيشون أقل من الحياة الصحية الكاملة، وذلك أن العلم الحديث عمد الآن إلى ما سموه تحليل النفس، وهو لا يحتاج إلى شيء من الأدوية والعقاقير، ولا يبحث فقط عن أعراض الأمراض، بل عن مسببات هذه الأعراض وأول مبادئ هذا التشخيص أن الأعراض ليست ناشئة عن سبب جثماني، والخطوة الثانية أن مبعثها الأول في النظام النفساني للشخص، وأن استقصاء هذه البواعث يجب أن يكون بدرس أحلام المريض، وجملة القول إن هذه النظرية الحديثة تذهب إلى أن الحاسة الشهوانية هي سبب كثير من أمراضنا الخطيرة الحاضرة.

وهي تقسم الأمراض إلى عدة أقسام، أولها الأمراض الذهنية أو العصبية التي مبعثها البدن، كالفالج ووجع المفاصل أو تصلب الشرايين وما إليها من تلك الأمراض التي تدل على تهدم الأنسجة العصبية والتي ترجع مباشرة إلى أصل جثماني، وهذه لا يتداخل فيها الطبيب الحديث الذي يعالج الأمراض من ناحية الأحلام إذ لا شأن له بالأمراض التي ترجع إلى أصل بدني على أن كثيراً من هذه الأمراض لا يزال يرجع إلى سبب نفساني، وإن كان السبب البدني حقيقياً ولكن أصلها لا يزال نفسانياً، فقد تجد مريضاً طريح الفراش دهراً طويلاً من أثر الفالج، والحقيقة أن هذا الفالج الوهمي يرجع إلى الهستيريا وقد تعاني إحدى السيدات الألم من وجع المفاصل أو الربو، ولا سبب هناك لذلك إلا الهستيريا، وهذه لا باعث لها إلا حالة من حالات النفس.

وإليكم تفاصيل حادثة نشرها طبيب من هؤلاء الأطباء تمت إلى هذا التحليل الجديد بسبب:

المريض سيدة مكتملة الحياة كانت مصابة بالفالج في ذراعها منذ ثلاث سنين حتى لقد كان الأطباء يغرزون الدبابيس في تلك الذراع فلا تحس المريضة أدنى ألم، ولكنهم إذا حاولوا مد هذه الذراع صرخت المريضة وشعرت بأشد الألم وحار الأطباء في كنه هذا الألم ولكن المريضة كانت تعرف أنها منذ اثنين وعشرين عاماً تعاني آلام الهستيريا.

وأوجب الواجبات في هذا التشخيص النفسي هو اشتراك المريض والطبيب في العمل