للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[روح الإسلام]

ما كدنا ننشر في العدد الماضي ذلك البحث الممتع الذي وضعه عالم من علماء الغرب فأدلى فيه برأي عدل مكين، في هذا الدين الحنيف المتين، حتى استحثنا القراء على الاسترسال في نشر كثير من هذه الأبحاث. والإفاضة نقل ما كتب في لغاب الفرنجة عن الإسلام والانتصار له والنضح عنه ولذلك قد أخذنا على أنفسنا وأجمعنا النية، ورسمنا الخطة على أن ننقل للناس أمهات الأبحاث الإسلامية ونزهي إلى العالم الإسلامي أبدع ما كتب المنصفون عنه وخير ما نشر الكتاب العدول في فضله وإظهار محاسنه بعد أن رأينا الملاحدة والمستهينيين بالعقيدة، والمستخفين بالإيمان، والكافرين، عمي البصائر، الذين على قلوبهم أكنة، وفي لأفئدتهم مرض، وقد ملأوا هذه الحياة، وراحوا يرسلون أنفاس الكفر بين الشبان، ويظهرون كفرهم واستخفافهم وتخلخل عقائدهم في المجامع والكتب، والأحاديث والمحافل، جهراً وعلانية، ويعيشون عليها سراً وكتماناً، حتى أصبح المؤمنون في خشية من أتن يغلب الكفر الإيمان، في عصر غلبت فيه المادة الروح وسادت مبادئ العقل على مبادئ القلب، وجعل عداد الذين يسلكون أنفسهم في صفوف الملاحدة وأنصار الملاحدة من الزائغين والمستهينين يتكاثر يزداد كل صباح، ويحشد حشده في كل مغيب.

واليوم لم نجد في جميع الأبحاث والتواليف التي أنصف فيها الكتاب ديننا الحنيف ورسالة محمد سيد الدنيا قاطبة، ورسول الله إلى الناس كافة، كتاباً أحق أن نبتدئ به، وأقمن أن نصدره في رأس هذه النية التي انتويناها ونفتتح به هذه العزيمة التي اعتزمناها، من ذلك الكتاب الممتع العجيب الذي وضعه رجل من كبار رجال الدنيا وأعرف الناس بفضل الإسلام، وأشد الكتاب اضطلاعاً بأسرار الأديان جميعاً، على كثرة ألوانها، وتعدد مذاهبها ونحلها، ألا وهو السير سيد أمير علي صاحب كتاب (روح الإسلام) فلعل هذا الكتاب خير ما أخرج للناس في فضل الإسلام والانتصاف له، والدفاع عنه، وقد وضعه ذلك السيد العظيم بالإنكليزية، فتجلى بين دفتيه استمكانه من أدب اللغة، وإلمامه الواسع بأسرارها، ولم نعرف رجلاً مثله كتب في الإنكليزية بتلك البلاغة التي كتب بها وصدع برأي يداني رأيه.

والكتاب قسمان. خص السيد القسم الأول منه بتاريخ الإسلام وظهوره وما كان من غزوات النبي وأعمال صحاب الشريعة، وجعل الثاني وقفاً على الدفاع عن قضية الإسلام بين الأديان، وشرح مبادئه والتبسط في إظهار فضل سننه، وكشف الحجاب عن الأمثلة العليا