للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيه، والاستفاضة في بيان آدابه وروح تعاليمه والغرض الإلهي منها والمقاصد السامية التي ضمنها كتابه.

وهذا القسم الأخير الذي اعتزمنا أن ننقله بجملته إلى قراء العربية والدانين للإسلام حتى نحارب روح الإلحاد الذي أخذت يتفشى في صفوف المسلمين، ونعده لأمة وسلاحاً نجاهد به الضالين المضلين، وحتى تقوى مشاعر الإيمان، وتتفتح لأسرار سيد الأديان.

الفصل الأول

الإسلام ومعناه في اللغة العربية - آداب الإسلام ومبادئه الأخلاقية، فكرة الله في جميع أديان العالم - عبادة المسيح - المسيحية الكمالية المتحضرة - الغرض الأول في الإسلام.

إن الدين الذي جاء به عيسى يسمى المسيحية، وهذه التسمية مستمدة من تلقيب عيسى بالمسيح، وكذلك دين موسى وبوذا لا يزالات يعرفان باسمي الرجلين اللذين نشراهما في العالم، ووثبا بهما إلى الدنيا، ولكن دين محمد وحده هو الذي استمد من نفسه اسماً خاصاً يعرف به. ولفظ مفرداً ينادي ويدعى في العالم به وهو (الإسلام) ولا تستطيع أن تقدر هذا الدين حق قدره، وتعدل في الحكم له، حتى تفهم الفهم كله المعنى الحقيقي لكلمة (الإسلام) فإن مادة هذا المصدر سلم وما ينفرع عنه تؤدي معان كثيرة، منها سكون النفس وسلامها والوفاء بالواجب وأخيراً الاستسلام والإذعان إلى الله والخضوع له. والاسم منها يؤدي معنى السلام والتحية والأمان والنجاة والخلاص. وليس معناها مقصوراً على الإذعان المطلق لإرادة الله كما وهم الناس، وحسب القوم بل لا تزال تؤدي معنى البحث عن السلام والحق.

والأساس الذي قام عليه دين الإسلام ينفرع عن خمسة مبادئ. أولاها الاعتقاد بوحدانية الله وأنه لا يحيط به مكان، ولا يشغل حيزاً وأنه يتجرد عن المادة والتصديق بقوته ورحمته، وإخلاص المرء وجهه وقلبه لحب الخالق عز وجل، والمبدأ الثاني الإحسان والرفق والأخوة العامة بين الناس أجمعين. والمبدأ الثالث قمع الشهوات وقتل شرة النفسي، وإخماد بهيمية الروح والرابع القنوت لله وشكره خالق كل خير. والخامس التصديق بالحساب في حياة وراء هذه الدنيا، وآخرة بعد الأولى، وآجلة لعاجلة، ولعل المبادئ السامية الشماء التي تضمنها القرآن في بسط قوة الله وحبه وعظمته ورحمته لا مثيل لها ولا ضريب في أي