للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[النشيد المصري الوطني]

الاستاذ السيد مصطفى صادق الرافعي أشهر من أن ينبه عليه أو يدل على مكانته في الأدب العربي وبخاصة في أسلوبه المنفرد الذي يكاد يكون صورة من نفسه. فهو في أخلاقه أسلوب وحده من أين جئته رأيته مندمجاً متماسكاً جزلاً إلى الجد والدقة في كل شيء يعالجه حتى ليسرف على نفسه من حيث يكتفي غيره بأيسر النصب والتعب ولذا فهو قلما يخرج عملاً من أعماله إلا ظهر كل ذلك فيه واضحاً صريحاً وجاء به على الغاية.

وقد وفق توفيقاً تاماً في النشيد المصري الذي نحن بصدده والذي قدمه إلى لجنة الأغاني ثم استقل به وأذاعه وقدمته إلى الأمة جريدة الأخبار الغراء فكان له دوي بعيد وكتب عنه مالم يكتب عن كتب من الكتب ثم طبع على حدة في كراسة طارت نسخها ألوفاً ألوفاً ولم يكد يمضي على هذه الطبعة شهران حتى بدأت الطبعة الثانية التي ظهرت هذا الشهر.

ولقد ظفر هذا النشيد فوق ذلك كله بعدة ملحنين تناولوه وأذاعوه ثم كان لحنه الأخير الذي يعد وحده توفيقاً نادراً - هذا اللحن الذي وضعه نابغة الموسيقى الشرقية الاستاذ منصور عوض رئيس الجنة الفنية لنادي الموسيقى الشرقي. وهذه الطبعة الذانية ذات فاتحة تتلوها كلمة ثم مقدمة الطبعة الأولى ثم مقالة لرصيفنا الأستاذ أمين الرافعي بك ثم النشيد ثم مقالة للأستاذ الأديب حافظ عامر المحامي ثم مقالة للأستاذ الفاضل محمد صادق عنبر ثم كلمة بعنوان خير لجنة الأغاني وهو فصل مسهب لذاع يجدر بالأديب أن يتأمله ويعطيه حقه من النظر ثم فصل آخر في نقد نشيد أمير الشعراء أحمد شوقي بك الذي اختارته اللجنة ونشرناه في العدد الماضي من البيان.

وهذا النقد حاد جداً ولا يتسع المقام الآن لتفصيل الكلام في هذا النقد ولعلنا نفصله ونكتب رأينا في الأناشيد ظهرت ونخرج بذلك عما الترمناه مما لم يرض جانباً من القراء لا يزالون يتطلعون إلى غير ذلك منا غير أن الرافعي لم يترك لشوقي بك شيئاً من نشيده وكان يجمل به غير هذه الخطة ولعله كان يعدل بعد ذلك لولا لجنة ترقية الأغاني وسلوكها معه. وهذا هو نشيد الرافعي.

* * *

إلى العلا إلى العلا بني الوطن ... إلى العلا فتاة وفتي

إلى العلا في كل جيل وزمن ... فلن يموت مجدنا كلا ولن