للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[تفاريق]

النساء في انكلترا

دارت رحى الحرب الأوربية، واستغرقت نيرانها خمسة أعوم طوال، حصدت فيها ملايين النفوس البريئة من الطرفين، إذ كانت الأمم المتمدينة تقذف في سعيرها بأقوى رجالها وخيرة شبابها بلا حساب ولا مبالاة. وما كادت الحرب تضع أوزارها حتى رأى العالم من ذيولها أهوالاً ومشاكل - دولية واقتصادية واجتماعية - لا تقل في فظاعتها وتعقدها عن أهوال الحرب نفسها ومشاكلها.

ومن أكبر تلك المعضلات التي تشغل الآن بال المفكرين وأولياء الأمور في البلاد الأوروبية عامة وانجلترة خاصة هي مسألة آلاف الآلاف من النساء اللاتي أصبحن ولا أمل لهن في الزواج لقلة الرجال، والقوم في حيرة حيال ذلك، وإليك بعض ما جاء في إحدى المجلات الانجليزية بهذا الصدد، قال الكاتب: -

بينما كان مندوب إحدى الجرائد ماراً في شارع أستراند، خطر له أن يلاحظ نسبة الرجال إلى النساء، فوجد في خلال ربع ساعة أن قد مر به ٢٣٠ امرأة، ٥٨ رجلاً ولقي كذلك في عربة من عربات الترام ٢٢ امرأة وستة رجال فقط.

ومعلوم أن النساء عندنا يربون قبل الحرب على الرجال بمليون امرأة أما الآن فقد صار النساء يزدن على الرجال بمليوني امرأة.

لقد جاهر الكثير منا يعني الانجليز بأن ليس ثم أي دواء لتلك الحال. ولكن لماذا؟ إن هنالك ممالك كثيرة هي في حاجة إلى النساء - خصوصاً في مستعمراتنا - فأستراليا مثلاً تحتاج إلى ٢٠٠ ألف امرأة حتى يتساوى عدد الفريقين وكندا إلى ١٣٠ ألف امرأة لنفس السبب، كما أن جزائر (فوكلاند) تحتوي على ١٢٠٠ رجل و ٨٠ امرأة فقط وفي ترينيدار ١٣٦ ألف رجل و ١١٩ ألف امرأة.

أجل إني أرى أن المهاجرة إلى المستعمرات هي أفضل الوسائل وأمثلها لمعالجة حالتنا الحاضرة. . . . .

* * *

معلومات صغيرة