حتى تتوفر في هذه المجلة جميع مطالب القراء فتحنا هذا الباب - باب الزراعة والصناعة - فبادر أستاذان أخصائيان في هذا الفن هما الأستاذ نعمان محمد مدرس علم الحشرات في مدرسة الزراعة العليا والأستاذ محمد مختار الجمال الموظف بوزارة الزراعة وكتب لنا الأول موضوع الدودة القارضة وكتب الأستاذ مختار موضوعاً في الألبان سننشره في العدد القادم.
الدودة القارضة
أو
دودة البرسيم
الدودة القارضة - وهي الدودة المعروفة عند الزراعيين باسم دودة البرسيم وسميت بالدودة القارضة تبعاً لعاداتها لأنها تقرض النباتات وتتغذى بالأجزاء المقروضة منها، والإسم العلمي لهذه الدودة هو هي إحدى الحشرات الضارة التي تفتك بمزروعاتنا فتكاً شديداً فتصيب القطن الحديث الزرع وتقرض سيقانه عند سطح الأرض وكذلك تصيب البرسيم والذرة الصفراء.
وقد انتشرت الدودة القارضة هذا العام انتشاراً عظيماً وفتكت بمحصول البرسيم فتكاً ذريعاً حتى اضطر الفلاحون لإعادة زراعته أكثر من مرة وفي بعض الجهات استعاضوا عنه بزراعة مخروط من البرسيم والشعير أو الشعير وحده حتى لا يعدموا غذاء للمواشي زمن الشتاء.
وقد كثر الكلام في الجريدة اليومية عن وصف هذه الآفة وما تسببه من الضرر فوصفها بعضهم بأن لها فمين تلتهم بهما المزروعات وبالغ في طولها لدرجة كبيرة. وسآتي في هذه الرسالة الصغيرة على وصف الحشرة في أطوارها المختلفة وتاريخ حياتها وطرق إبادتها.
تتولد الدودة القارضة من فراشات كبيرة الحجم نوعاً يبلغ طول جسمها سنتيمترين وهي أكبر من فراشات ديدان القطن المعروفة، ولون هذه الفراشات أسود مسود وكذلك لون أجنحتها الأمامية أما أجنحتها الخلفية فهي بيضاء مسمرة، تظهر هذه الفراشات بالليل وتضع إناثها بيضها مفرداً على النباتات فيوضع على سيقانها والسطح الأسفل من أوراقها