للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[جميس رول]

أو دك وتنجتون القرن العشرين

يؤمن كثيرون بالحظوظ ويغالي بعضهم فيقول أن مستقبل الإنسان مرتبط بحظه لا بجده واجتهاده. ونحن لا نوافق على هذا الرأي ونعتقد أن اجتهاد الإنسان وحسن تصرفه وحزمه هي الصفات التي تضمن له الوصول إلى المرتبة التي تطمح بها نفسه إليها. وحسنا إذا أردنا أن نضرب مثلاً لذلك أن نشير إلى تواريخ الأبطال الذين رقوا المراتب العالية بعد أن كانوا في الحضيض. ومنهم المستر جميس رول محافظ لندن الحالي الذي نسوق إلى القراء شيئاً من نرجمة حياته نقلاً عنه.

يقول كثيرون إن الإنسان يصل إلى الدرجة التي تطمح نفسه إليها بحظه أكثر من اجتهاده ومثابرته. وأنا مع اعتقادي بالحظوظ لا أوافق هؤلاء فيما ذهبوا إليه بل أقول أن الجهد الذي يبذله الإنسان في سبيل الوصول إلى غايته هو أضمن طريق للنجاح وأحسن وسيلة للاحتفاظ بما ربحه. وأنا معتقد أنني ما كنت أتوصل إلى الدرجة التي أغبط نفسي عليها ألان وهي درجة محافظ لندن لولا اجتهادي ومثابرتي.

رباني والدي وأنا صغير في إحدى مدارس القرى الصغيرة في مدرسة ايست برست نيوفوريك. وكان في ذلك العهد مزارعاً بسيطاً فلم أحصل من التعليم إلا على النذر اليسير. ثم خرجت من هذه المدرسة ودخلت مدرسة أخرى صغيرة فلم أستفد فائدة تذكر. ولم يبتدئ تعليمي الحقيقي إلا بعد أن غادرت المدرسة.

ذهبت إلى لوندره في سن الرابعة عشرة ولم يخطر على بالي ذلك العهد أن أمتع نفسي برؤية مناظر شوارع لوندره كما كان يفعل سلفى دك وتنجتون بل كان فكري منصرفاً إلى الاستمرار في العمل بقدر ما وهبني الله من قوة وجلد وصبر على الشدائد. وقد فتح الله أمامي السبل فتوظفت في إحدى شركات التأمين براتب اسبوعي قدره ستة شلنات ومع أنني كنت أشعر بضجر وملل من هذه الوظيفة فقد عاهدت الله أن أذلل جميع العقبات التي كانت تعترضني في طريقي حتى أصل إلى القصد التي تطمح نفسي إليه وهو وظيفة وكيل لإحدى شركات التأمين.

كنت أذهب إلى محل عملي في الساعة الخامسة والنصف صباحاً وأعود إلى بيتي في