للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[كشكول البيان]

تفاريق - علمية، وأدبية، وتاريخية، وفكاهية_ونظرات_في سير مشهوري العلماء، والمخترعين - وشذرات_في أخبار العالم وأحداثه الحاضرة.

أرمينياس فامبري

لقد فقد عالم السياسة رجلاً عظيماً، وصحفياً مجرياً قديراً. كان معدوداً بين أساطين الصحافة. ونعني به أرمينياس فامبري الذي توفي منذ أيام قلائل وقد ناز الثانية والثمانين. ولا والله كان صمويل سميلز، المشهور بين الناس بكتابته عن حياة الأبطال وسر عظمتهم، يعيش اليوم بيننا، وينعم بالحياة مثلنا. لما ونى في التنويه بذكر رجل بدأ الحياة مجاهداً مناضلاً. وما فتئ يقطع كل عقبة، ويجوز كل كأداة، ويحمل في سباق الحياة على نفسه. حتى استطاع بقوة الدأب وروح المثابرة، أن يذلل دونه المصاعب والمشاق، إلى أن عد أخيراً في طليعة أبناء عصره.

كان لفامبري ولع غريزي بتعلم اللغات، فلم يكد يبلغ العشرين من عمره حتى كان عليماً بكل لغات الغرب. ولكنه لم يقف عند ذلك. بل مابرح يقبل على تعلم اللغات الشرقية، حتى حذق عدة منها، ولا ننسى سياحاته الكثيرة في آسية الوسطى. وكان في كل أدوار حياته مدققاً بصيراً، وسياسياً ماهراً. وكثيراً ما هز أعصاب الأندية السياسية بنقده وحملاته. وقد زار فامبري انجلترة عدة زيارات، لقي في كلها دلائل الترحاب، وأمارات الود والإعجاب. وكان مقامه في أخريات أيامه مدينة بست عاصمة المجر، ومن هذا المعتزل كان يكاتب رجال السياسة ويقف على ماجرياتها وكان لدفاعه عن سياسة انجلترة ضد مطامع الروسيا أثر كبير في البلاد الانجليزية. وأن أنعام الملك إدوارد السابق في عام ١٩٠٢ على فامبري بلقب قائد دليل واضح على عظم أعمل الرجل في سني حياته الحافلة بالحوادث.

الفوضى في الصين

لقد انتهت الثورة التي كانت في الصين بعد ما احتلت الجنود الشمالية مدينة نانكنج في أول سبتمبر الماضي، ولو لم يحدث بين القواد خلاف في أمر الزحف ووسائله لدخلت الجنود المدينة قبل ذلك بأسابيع عدة على أن الجنود إذ فتحت المدينة بدأت تقتل وتنهب، وراحت تفتك وتسلب، والضباط يشجعونهم ولا يبدون اعتراضاً ولا منعاً. ولم تكن الحرب ضد