للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الثوار على شيء من النظام حتى ترفع في عين أوروبا من شأن حكومة الصين. وقد حدث في خلال فتح نانكينج حادث كاد يكون سيء العاقبة على الصين، وهو أن الجنود قتلت ثلاثة من اليابانيين، وداست العلم الياباني بالأقدام، ووقع غير ذلك من الأحداث الشبيهة بهذه، مما ألجأ حكومة اليابان إلى طلب غرامة تكون بمثابة اعتذار عما فرط من الجنود الصينية، وتقديم ديات إلى عشائر القتلى، وعقاب الجناة، فكفلت الحكومة الصينية الغرامة والديات ولكن القائد شينغ هسان الصيني في نانكينج رفض أن يقدم اعتذاره الشخصي على تفريط جنوده وكان اعتذاره مطلوباً، فلم يكن من اليابان إلا أن أرسلت بعض سفائنها الحربية إلى جوار نانكينج، وكان يخشى من حدوث شغب بين الفريقين لو لم يذعن لقائد إلى تقديم اعتذاره، وعاد السكون كما كان. أما حكومة اليابان ففي موقف صعب. فإن الشعب الياباني يظهر في كل يوم رضاه عن ثوار الجنوب، وقد حاول أخيراً أن يلجيء حكومته إلى اتخاذ خطة عدائية ضد حكومة الصين، ولم يستحسن منها طلباتها، وهو يحرضها على طلب جزء من الأراضي الصينية، ولعل حكومة الميكادو وشعبه ألب على الصين. ولكن الحكومة تعلم أنه لم يحن بعد الوقت الذي تلحف فيه وتتشدد، لأن ذلك يدعو إلى تداخل حكومات أوروبا في الأمر، وقد أدت حمية أنف الشعب الياباني إلى هديد حكومته وقتل كبير من كبارها، عرفوا عنه أنه يحابي الحكومة الصينية.

الحكومة في شخص

كتب كاتب انجليزي في إحدى الصحف التي تصدر في انجلترة يصف أخلاق إمبراطور الألمان. كيف أن الإمبراطور يفطن إلى كل شيء يجري حوله وإن تظاهر بأنه لا يرى منها شيئاً. ودليل ذلك أنه ذات مرة بينا هو عائد من أحد وجوهه، كان جماعة من العمال وقوفاً في طريقه فتعمدوا أن يدعوه يمر بهم في سكوت. ليثبتوا له سخطهم على الحكومة، ولكن الإمبراطور كأنما تبين سوء نيتهم، إذ خرج من بين جنود موكبه وقصدهم محيياً، ولبث على هذه الحال ينظر إليهم ويحدق فيهم البصر حتى اضطرهم إلى مقابلة تحيته بمثلها فحسروا عن رؤوسهم محيين، فلما عاد إلى مكانه من محفله هتفوا له.

قال الكاتب والإمبراطور جدُّ متقلبٍ، ولكن للتقلب حدوداً، والإمبراطور أطمع ما يكون في التألق في جو السياسة على حين أنه أخيب نصيباً منها وهو لا يني يؤكد للناس أنه يريد أن