للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كيف يعسكر الجيش]

إذا أراد الجيش أن يعسكر في موضع من المواضع لزمت كل قوة من الجيش مكانها المعدود لها المقرر، فأما الفرق الراجلة فتضرب خيامها في الطليعة، حتى تكون أقرب الفرق بعداً عن الأعداء، وذلك لأن الراجلة تستطيع إذا دوهم الجيش المعسكر أن تلتقط أسلحتها وبنادقها في سرعة البرق وتتمكن من مواجهة العدو الداهم وقتاله، وأما الفرق الخيالة فهذه قليلة الجدوى إذا عسكر الجيش، نزرة الفائدة، إذ خيم، لأنها تستغرق زمناً طويلاً في إعداد خيلها وأسلحتها وامتطاء صهواتها، ولذلك تضرب خيامها وراء مضارب الراجلة، وأما المدفعية فتلزم مكاناً وسطاً، بعيداً عن حدود المعسكر وأطرافه، وذلك لأن المدافع يجب أن تحرس إذا قام الليل وتؤمن من شر المهاجمين الداهمين، وأما مورد الماء القريب من المعسكر فعليه حراس أشداء ليل نهار وكذلك خيم الأسلاك البرقية، وهي الوسيلة الوحيدة للمواصلات والمخابرات بين نقط الجيش.

وليس لكل جندي في المعسكر إلا أن ينام دون شية أو وجل، لأن المعسكر تحرسه الحرس عند أطرافه وعلى كثب منه، حتى إذا انشق الفجر قامت الخيالة من نومها، حتى إذا تناولت فطورها في عجلة وسرعة انطلقت تكتشف الحركات التي قام بها العدو خلال الليل، وقد استعاضوا عن الخيالة في هذه المهمة بالطيارات، وللمعسكر شرطة يحفظون النظام بين الجند ويمنعون المشاحنات بينهم والمشاجرات.