للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العبقري العظيم شارتكوف]

(نزف إلى عشاق الفن من علية القوم وصفوة المهذبين وأحسن البشر وذلك هوظهور نابغة عظيم في فن التصوير كلنا يعرف أن بيننا وجوها حسانا فتانة ولكن لي بيننا من المصورين من هوكفيل بفضل عبقريته ونبوغه أن يخلد جمال هذه الوجوه على ألواح التصوير ليمتع بها أحفادنا وذريتنا على مدى الأزمان كما نتمتع بها نحن الآن. ولقد شاء الله أن يجبر هذا الفقر ويسد هذه الحاجة فأرسل إلينا مصورا نابغة قد اكتملت فيه مزايا المصور البارع وصفاته فلتفرح اليوم كل غانية مليحة ولينعم بالها ولينشرح صدرها ولتأمن على محاسنها من الزوال وعلى ملاحاتها من الفناء ولتعلم أنه يوجد اليوم من هوقادر على نقلها إلى اللوحة بحذافيرها وجملتها غير مشوهة ولا مبتورة ولا منقوصة ولا مسلوبا منها أدنى ذرة من حسن وحلاوتها - بل ستبدوعلى اللوحة رافلة في أبهج حلل ملاحتها وبهجتها فتانة الشكل مأنوسة الظرف معشوقة الدل خلابة الأنس رشيقة القد وثابة كاليعسوب بين أزاهر الربيع.

وكذلك رب الأسرة يستطيع بفضل هذا النابغة أن يرى نفسه محفوفا بأسرته وأولاده. فيا أيها الناس على اختلاف درجاتكم وطبقاتكم وحرفكم ومهنكم اهرعوا جميعا كيفما وأينما كنتم إلى أمير الصناعة وسلطان الفن! اهرعوا إلى (متحفه البديع بشارع. . . عطفة. . . نمرة. .) تجدوا هنالك من ثمرة ريشته ما يزري بنفائس الفحلين (تيتان) و (فانديك) ولا يقل عن بدائع الساحرين (روفائيل) و (ليونارد) و (أفنسي) فوالله لقد أصبحنا لا ندري أي محاسن الأستاذ شارتكوف أحق بإعجابنا وأولى! دقة الصنع والمطابقة للأصل أوبهاء الرونق ووضاءة الطلاوة والمائية وإشراق الديباج أوبهجة الصبغة وحسن التلوين. رعاك الله أيها النابغة وحرسك وحماك. لقد ربحت صفقتك وفاز سهمك وقد هبت ريحك وثقب نجمك. فليعش شارتكوف!)

ولما قرأ المصور ذلك المقال في الجريدة امتلأ طربا وانتفخ زهوا وعجبا وبرقت أسرته. وأشرقت صفحته. لقد ذكره على صفحات الجرائد السيارة وهذا أمر جديد عليه. لقد تلا تلك الأسطر مرارا وتكرارا وأمتع ما في الأمر مقارنته بفحول الصناعة: (تيتان وفانديك وليونارد ودافنسي وروفائيل) فلقد هز ذلك من عطفه وزاد من تيهه وصلفه فانبرى يجوب أرجاء الغرفة جذلان مرحا فآنا يجلس على كرسي وآن يثب من مقعده فيدور كالنشوان في