للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[المرأة والرجل]

وأيهما أحظى في الحياة من صاحبه

ذلك بحث طريف. وسؤال دقيق. لا يزال يجري على ألسنة الرجال وتمتضغه أفواه كثير من النساء. ولا يزال كل إنسان أرجلاً كان أم امرأة يضع قبالة عينه أن يظفر بالسعادة. وينعم بأحسن نصيب في الحياة دون غيره. على أن الجنسين اللذين تتكون منهما الإنسانية لا يزالان في نزاع على هذا السؤال. كل يريد أن يخص نفسه بشرف أنه الأقل حظاً. الأشقى نصيباً من الآخر.

وقد عرض هذا السؤال على طائفة من الكتاب والكاتبات الذائعي الذكر فجاءت الأجوبة من نواحيهم جد متباينة وهي غاية في التعارض والتباين وقد آثرنا أن ننشر تلك الفتاوى لقراء البيان.

سئل الروائي الطائر الصيت مسيو دينيه بوليسف العضو في المجمع الأدبي بباريس. وصاحب طائفة من الروايات الخالدة - فقال أتسألونني أي الفريقين أحسن نصيباً في الحياة الإنسانية وأنتم تعلمون أن هذا السؤال قد أصبح محلولاً في هذه الحرب. وإن هذه المجزرة التي أطاحت بالعالم كله أبدت الجواب الصراح عليه. أليس الرجل هو الذي خلق الحرب. والحرب أبداً في الدنيا من عمله وصنع يده. وستكون الحرب أبداً حقاً من حقوقه. فأي عبء عمركم الله ثقيل مثل هذا اضطلعت به المرأة. وأي خطب أشبه بهذا احتملته النساء. لعلكم تقولون أن في الأمومة ومتاعبها الكفاية للمرأة. على أني لا أرى في الأمومة أن اكتنفتها المتاعب من جميع وجوهها ما يؤلم المرأة ويخيفها ويثقل كاهلها. فهي تخرج الطفل إلى الدنيا. ولعل في ذلك شيئاً من الألم. ولكن حبها إياه هو الغاية وفيه العزاء والسلوى. ومهما كان الوالد يحب أطفاله وولدانه فهل كان حبه ليقارن بحب أمهم إياهم. فإذا تقرر ذلك أفليس الحب في الحياة هو السعادة كلها ثم أنتم تعلمون أن حب المرأة أشد من حب الرجل، وفي كثير من الأحايين أسمى منه عنصراً. وأصفى منه باطناً وظاهراً. والخطأ الذي يشترك فيه الناس قاطبة هو ذهابهم إلى أن الرجل أكثر تنعماً بالحب من المرأة إذ كان أكثر منها حرية، وأطلق سراحاً وأوسع حدوداً. إذ يجب أن لا ننسى أن الرجل أكثر خلق الله سوء استعمال لهذا الحب. وكم من رجل بدد حبه وعبث به. وبعثره وذراه مع الريح. أفهل