للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[شذرات]

العاصفة

(نبذة في الوصف من أبلغ ما كتب الكاتبون عربناها عن الإنكليزية) لقد جعل الله ضبط حركات النفس وتدبير شؤون الحياة إلى عاملين قويين - محبة الله ومخافة الإثم والموت. وبينا ترى الكثيرين قد اهتدوا إلى ما أودع الله نواحي الوجود من دواعي العجب والإعجاب والتكبير والتهليل إذا بهم قد أغفلوا أن الله قد جعل كذلك من هائل المناظر ما قصد به إلى إخافة الإنسان وترويعه - لا أريد ذلك الخوف الفجائي الحقير الناشئ من خطب ملم وخطر مشرف بل الخوف الناشئ من تأمل المرء قوى العناصر ثائرة ثوران إتلاف وتدمير يروع مسمعيك بصوت المنون ويلقى في جنانك وحشة البلى. وبذلك يبلغ الرعب من نفوس البشر مبلغاً لا غاية وراءه على حين لا خوف عليهم ولا بأس اللهم إلا رجلا أو اثنين قد يمسهم الضر وقد لا يمسهم فانظر مثلاً إلى عاصفة الصاعقة. ماذا هنالك من تجنيد كتائب السحاب وتعبئة جيوش المزن وحشد جحافل الأنواء وماذا هنالك من سكتة الأشجار قبل هبوب الريح وتهامس الأوراق تتساءل من أين مهبها وأين تضرب؟ وماذا هنالك من دمدمة السحاب في أقصى الأفق وهمهمته قبل أن يسل سيوف نيرانه. وماذا هنالك من تقدم جنازة الدجن في حداد ظلمة اليوم المربد. وماذا هنالك من قعقعاع قبة السماء كأنما تهم أركانها أن تتصدع وهذا رعب لاتقاس مسافته بالدقيقة وإنما روعة تنزل الفؤاد فلا يبرح منه أثرها ومايزال يتردد في المخيلة صداها. ويتمثل في لوح الخاطر خيالها

من ههنا وههنا

الآداب الإنكليزية: منح أحد نبلاء بريطانيا كلية كمبرج عشرين ألف جنيه لتؤسس بها درساً في الآداب الإنكليزية تسميه درس الملك إدوارد السابع: وأنشأؤا في إنكلترا جمعية دخلها الناس في كل البلاد التي يتكلم فيها بالإنكليزية غايتها إشراب القلوب حب الشعر إذ ثبت أن المدينة المادية الحالية لاتحلو إلا إذا احتفظ الناس فيها بالخيال في الحياة.

وكذلك نعتذر إلى قرائنا الأفاضل عن تأخر العدد الثاني من البيان عن موعد (٣٠ رمضان) بأمرين قاما في الطريق أولهما اشتغالنا بكتاب الأبطال الذي نرى في سرعة إنجازه فائدة لا تقل عن أظهار العدد الثاني في إبانه وثانيهما شؤون مطبعية لم نحسب لها حساباً وكانت لنا