للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ماجدولين الجديدة]

الجزء الثاني

في إنجلترة

الفصل السادس

وصيفة اللادي جانيت

الفصل شتاء، والسماء مصحية، والجو مشرق جميل ونحن ندخل بالقارئ دار مابلثورب بلندن، فنجاوز الحديقة إلى حجرة الطعام، وليس في عشاق الفنون، والمفتونين بالجمال من أهل لندن من لم يسمع بالنقوش الجميلة التي ازدانت بها حجرات ذلك المغنى، ولهذه الحجرة مدخل حافل بالأزهار، ومستغرب النبات، وعلى يمينك باب يؤدي إلى حجرة الكتب، قاعة كبيرة تتصل بحجرات البيت، وعلى يسارك، قاعة البليارد تتجاوزها إلى قاعة التدخين.

هذا والساعة قد دقت اثنتين، وقد بسطت المائدة لطعام الغداء. وكان الجلوس ثلاثة، وفي الصدر جلست اللادي جانيت روي، وبجانبها وصيفتها ومقرئتها، وأما الثالث فضيف نزل بالدار، لا يزال قراء هذه الرواية يذكرون اسمه - وهو هوراس لمكروفت - الملتحق بالجيش الألماني مكاتباً حربياً لإحدى صحف لندن.

واللادي جانيت روي، لا تحتاج إلى التعريف، فهي نجم متألق في المجتمعات الإنكليزية.

من الذي لم يسمع بيواقيتها وحرائرها، ومن ذا الذي لم يفتن باعتدال قوامها وشعرها الأشيب الوقور الجميل وعينيها السوداوين اللتين لا تزالان تحتفظان بلمعة الشباب، ورنوة الصبا، ومن الذي لم يطرب لسماع حديثها الفياض الندي، ومحاضرتها الرطبة الشهية. . .، من هذا العابد المتمسك الذي لم ينته إليه طرف من غرابة آرائها وشذوذ أفكارها، كل إنسان قد سمع بالسيدة العجوز، أرملة لورد طال العهد بموته، كل إنسان يعرف اللادي جانيت روي.

ولكن من الذي يعرف المرأة الشابة الحسناء الجالسة عن يمينها. تلعب بالطعام ولا تأكله. لا إنسان يعرفها ولا ريب.

إنك لتراها الآن في لباس رمادي جميل، تكاد تداني اللادي روي في طول قامتها، تحمل في