وجهها مفاتن من الحسن قلما توجد في مشذبات القوام. ممشوقات القدود. وإنك لتحس إذ تنظر إليها أنها ليست إلا سيدة نبيلة تشارك اللادي روي في الشرف وجلال الأصل. ولكن. واآسفاه. ليست هي بعد إلا القارئة والوصيفة،. . . . وهي تقابل حديث سيدتها بإطراقة من رأسها اللطيف. ولكن ما بالها حزينة صامتة الحزن، ألا يزال ضميرها يعذبها؟؟
لم تلبث أن نهضت فجأة وهي تقول بحزن، هل تأذنين لي يا مولاتي أن أذهب إلى قاعة الزهر؟. . فأجابت اللادي جانيت. بلا ريب يا عزيزتي.
فحنت رأسها لسيدتها ونظرت إلى هوراس نظرة رحمة وإشفاق ثم تولت ذاهبة، وعينا هوراس تتبعانها.
فلما اختفت، ظل صامتاً لا يأكل، والشوكة في يده يلعب بها، قالت اللادي - ألا تأخذ شيئاً من الفطائر؟
فأجاب هوراس. كلا. وأشكرك.
فعادت اللادي تقول. ألا تتناول شيئاً آخر.
فأجاب هوراس. إذن فآخذ قدحاً آخر من النبيذ إذا كنت تسمحين.
وإذ ذاك ملئ القدح وجرعه مرة واحدة في سكوت واللادي جانيت تلاحظه. قالت اللادي. يلوح لي أن جو داري لا يوافقك يا صديقي الشاب فإنك منذ نزلت ضيفاً عليا لا تفتأ تلح على الكاس، وتملأ الأقداح إثر الأقداح، وتشعل اللفافة بعد اللفافة، إن هذه الأعراض غير محمودة في الفتيان. لقد جئت بيتي يوم وصولك مريضاً من أثر جرح أصابك في ميدان الحرب، ولو كنت أنا في مكانك ما عرضت نفسي للرصاص، ولا غرض هناك إلا وصف موقعة في الصحف، ولكني أظن الأذواق تختلف، أراك مريضاً، ألا يزال جرحك يؤلمك.
فأجاب هوراس. كلا.
فعادت تسأله. وهل أنت ضيق الصدر.
وعند ذلك وضع هوراس الشوكة في يده واعتمد بذراعه على المائدة ثم أجاب. أشد الضيق!
فتملك اللادي جانيت الغضب وقالت، إن مائدتي يا سيدتي ليست من موائد الأندية والأسمار وأنا لا أسمح إنسان أن يكون ضيق الصدر في بيتي. إني أعد ذلك إهانة موجهة