للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[السينما توغراف]

في الفاتيكان

البابا لم يشهد الصور المتحركة إلا في سنة ١٩١٤

لقد عدوها إحدى الغرائب يوم صرح أحد علمائنا بأن التصوير محرم ممنوع شرعاً ولكن أغرب من ذلك أن البابا - الرئيس الديني للمسيحية كلها - لم يكن شهد السينما توغراف حتى العام الفائت، وكان هذا اللهو العلمي البريء قد لحقه شيء من سخط رجال الدين ككل المسائل التي استحقت سخط ساكن الفاتيكان. .

ولهذه الحيلة التي دخلت بها آلة الصور المتحركة هذا القصر الديني الحرام قصة لذيذة نرويها عن أحد الأمريكيين كان قد أنفذ من ناحية إحدى الشركات الكبرى للحصول على عدة صور للبابا أجمعت على إبرازها فوق لوحة السينماتوغراف.

ذلك أنه في فبراير سنة ١٩١٣ أنفذ جيمس سلفن من قبل بعض الشركات الأميركية إلى مدينة رومة مزوداً بأموال طائلة وتوصيات عديدة من أساطين رجال السياسة والدين في أميركا، وكان سلفن هذا يعرف عن البابا كراهية شديدة لدور التمثيل وما يتصل بها وإن كثيرين حاولوا أن يظفروا بصورته فخابوا، فلما نزل هذا الرجل رومة وجد أنه يستحيل عليه أن يظفر بطلبته أو بعضها من قصر الفاتيكان إلا إذا حذق اللسان الطلياني، لأن العقبة الكؤود الوحيدة التي كانت تقوم في وجهه هي إفهام البابا أن الصور المتحركة طاهرة بريئة وأنها خليقة بأن لا تنال منه هذه القسوة الدينية المؤلمة، فتوفر على تعلم الطليانية حتى أتقنها، وهنا قامت في وجهه عقبة أخرى وهي كيف يتوصل إلى البابا في حين أن الدخول على ملوك أوروبا كلهم أسهل من اقتحام باب واحد من أبواب الفاتيكان، ففكر في استئذان وزير خارجية الفاتيكان في أن يعرض بعض المناظر الطبيعية والتاريخية أمام البابا ولكي يحصل على مشاهد طبية تستحق عناية البابا ذهب إلى مدينة فينسيا - البندقية - وكانت مسقط رأس البابا فأخذ مشاهد كثيرة من صفوة مشاهدها ثم سافر إلى مالطة فأخذ صورة مجمع كاثوليكي كان منعقداً هناك ثم انحدر إلى بلاد الانجليز فأخذ صورة الملك جورج ثم عاد آخر الرحلة إلى رومة فطلب إلى الكاردينال القائم بمنصب وزارة الخارجية الباباوية أن يقدمه إلى حضرة الرئيس الديني الأكبر لكي يعرض أمامه بعض المناظر الشائقة وكان