للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هذا الوزير الكردينال رجلاً متعلماً على شيء من توقد الذهن وحدة الخاطر فسأله أن يعرضها أمامه هو أولاً وكذلك فعل الأميركاني واستطاع أن يظفر بثقة الوزير الأول لخليفة المسيح في الأرض!

وصادق البابا أخيراً على الطلب وكان يوم ١١ يونيو من العام المنصرم يوماً مشهوداً في رومة البلد الخالد، واهتزت لهذا الحادث التاريخي العظيم كل دوائر السياسة والعلم وطلب كل عظيم أن يشهد الحفلة التي فيها سيقف الزعيم الديني على إحدى غرائب العلم، ولكن البابا لم يشأ أن يأذن لأحد أياً كان بأن يطأ الفاتيكان وقرر أن تكون الحفلة الأولى مقصورة على موظفي بلاطه الكبير وأن لا يشهدها من النساء إلا أختاه الراهبتان وابنة أخيه ليس غير.

وبدأت الحفلة. .

فتقدم سلفن الأميركي وركع فقبل أطراف ثوب البابا ثم بدأ يخطب وقد أظهر كل عواطف الرجل المتدين فقال إن أعظم منحة يمكن أن تعطي الكاثولكيين في العالم أن يشهدوا صورة زعيمهم المقدس الأكبر وتكون هذه المنحة أكبر تعزية لهم عن آلام الحياة وقسوتها ثم أفاض في هذا المعنى، وابتسم البابا لهذا المديح ابتسامة واهنة وأمر أن تعرض الصور.

فلما عرضت أمامه صورة البلد الذي ولد فيه صفق بيديه طروباً أشد الطرب وهو يصيح - مرحى. . . مرحى. . . إنها لإحدى الغرائب. . . إنها لمناظر متقنة كما لو كنا نشهدها من نوافذ بيوتنا. وظل صاحب الصور يعرضها عليه صورة صورة حتى أدهش الحضور وختم الصور بأن عرض صور إمبراطور الألمان وملك الانكليز وبعض كبار رجال الغرب.

وعاد الرجل بعد هذا الفصل إلى خطبته فقال أن ثلثمائة مليون من الكاثوليك ينتظرون أن يروا عظيمهم وقائدهم وكيف يعيش وظل يتكلم مدة طويلة في حرارة وإخلاص وقد استطاع أن يخفي نيته التجارية وراء برقع الكثلكة والعقيدة الدينية.

وانصرف البابا صامتاً. . .

وانقضت أشهر طويلة ولا جواب. . وسئم الذين في أمريكا غياب رسولهم فطلبوه، ومن ثم سافر وقد خاب الخيبة كلها، ولكنه استطاع أن يقنع الأميركيين بوجوب الانتظار والثبات،