للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[عالم الأدب]

دول العرب

لأمير الشعراء أحمد شوقي بك

لفتنا الأنظار في العدد الماضي إلى ذلك االفتح العظيم الذي أجاءه إلى عالم الأدب العربي أمير الشعراء أحمد شوقي بك بتلك الملحة التاريخية الخالدة الني وضعها وهو في أسبانيا وألم فيها بالدول الإسلامية العربية جمعاء ومن بينها الأندلس - وقنا ثمت أنا أخذنا من سعادته النبذة الخاصة بالدولة الفاطمية وأنه ناط بنا شكلها وشرحها ووعدنا القراء بنشرها في هذين العددين، بيد أن سعادته كان قد أعطانا نبدة أخرى قبل ذلك تتعلق بتلك الأحداث التي نشبت بين سيدنا علي وسيدنا معاوية رضي الله عنهما، وبالكلام على كل منهما وخصائصه منفرداً، وكنا بدأنا بشرحها قبل شرح الفاطمية ومن هنا نقدمها عليها في النشر وهذه النبذة العلوية المعاوية هي من بحر الرجز وسائر هذه الملحمة إنما هو من بحر الرجز ما عد المقصورة الفاطمية وموشحات في الأندلس، وقد التزم فيها كلها مالا يلزم - وهذا لزوم ما يلزم هو من المحسنات البديعية التي تجمل الكلام أن منظوماً وان منثوراً مسجعا - جاء في شرح التلخيص الذي وضعناه قديماً وطبع سنة ١٩٠٤ ما يأتي. ان هذا التنوع من أشق هذه الصناعة وأبعدها مسلكاً وذلك لأن صاحبه يلزم ما يلزم وهو ان تكون الحروف التي قبل الفاصلة حرفاً واحداً وهو في الشعر أن تتساوى الحروف التي قبل روي الأبيات، ومن هذا النوع نثراً ماروي أن لقيط بن زرارة تزوج بنت قيس بنت خالد فحظيت عنده وحظى عندها ثم قتل فآمت بعده وتزوجت زوجاً غيره فكانت كثيراً ما تذكر لقيطاً فلامها زوجها على ذلك فقالت أنه خرج في يوم دجن وقد تطيب وشرب فطرد البقر فصرع منها ثم أتاني وبه نضح دم فضمني ضمة وشمني شمة فليتني مت ثمة فلم أر منظراً كان أحسن من لقيط. فقولها ضمني ضمة وشمني شمة فليتني مت ثمة من الكلام الحلو في باب اللزوم ولا كلفة عليه، وهكذا فليكن، ومن ذلك قول الحماسي

ان التي زعمت فؤادك ملها ... خلقت هواك كما خلقت هوى لها

بيضاء باكرها النعيم فصاغها ... بلباقة فأدق - ها وأجلها

حجبت تحيتها فقلت لصاحبي ... ما كان أكثرها لنا وٌلها