للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[نوابغ العالم]

ابن حمديس - كرومل - نابليون بونابرت

ابن حمديس والمعتمد بن عباد

أو صفحة من تاريخ الأندلس

(تابع لما في العدد ٥ و ٦)

انتهينا فيما أسلفنا القول عليه من ترجمة ابن حمديس إلى وفوده من بلده سرقرسه إحدى مدائن صقلية على المعتمد بن عباد أحد ملوك الطوائف في الأندلس فلا جرم إنا ذاكرون شيئاً عن المعتمد بن عباد هذا لما في الكلام عليه من التبصرة بأحوال ابن حمديس والكلام يدخل بعضه في بعض والحديث شجون والشيء يذكر بالشيء.

ملوك الطوائف

لما انتثر سلك الخلافة الأموية بالأندلس وذلك حين خلع الأجناد آخر خلفاء بني أمية وهو هشام بن محمد الملقب المعتمد بالله سنة ٤٣٣ قام الطوائف مقام الخلائف وانتزى الأمراء والرؤساء من البربر والعرب والموالي بالجهات واقتسموا خططها وتغلب بعض على بعض حتى استقل آخراً بأمرها ملوك منهم استفحل أمرهم وعظم شأنهم ولاذوا مع ذلك بالجزية للاسبانيين أن يظاهروا عليهم أو يبتزوهم ملكهم وعبروا على ذلك حيناً من الدهر حتى قطع عليهم البحر ملك العدوة وصاحب مراكش لسلطان يوسف بن تاشفين اللمتوني فخلعهم وأخلى منهم الأرض (كما سيمر بك بعد) فمن أشهر هؤلاء الملوك بنو عباد ملوك اشبيلية وغرب الأندلس وبنو جهور الذين استبدوا بقرطبة وبنو الأفطس ملوك بطليوس وبنو النون ملوك طليطلة وباديس ابن حسون ملك غرناطة وألبيرة وابن أبي عامر صاحبه شرق الأندلس وابن صمادح المستقل بالمرية - وقد فطن أدباء ذلك العصر لتأثير هذا التفرق على الأندلس فقال قائلهم (ابن رشيق القيرواني):

مما يزهدني في أرض أندلس ... تلقيت معتضد فيها ومعتمد

ألقاب مملكة في غير موضعها ... كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد

وقال آخر (ابن العسال) لما أخذ الاسبانيون طليطلة من يد بني ذي النون:

حثوا رواحلكم يا أهل أندلس ... فما المقام بها إلا من الغلط