للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[حول المرأة]

قام بين الجرائد المصرية ضجة جديدة حول تحرير المرأة ننتهزها نحن الآن فرصة للكلام على المرأة ومستقبلها، مع بيان مختصر عن حال النساء المسترجلات في انجلترة التي توافينا التلغرافات كل يوم عن مشاغباتهم للحكومة.

قد يتساءل الناس عند البحث عن حال المرأة ما هو مركز الأنثى مطلقاً في العالم الحيواني؟ وهذا ضروري لنعرف إذا كانت الطبيعة ترمي إلى تفضيل الذكر على الأنثى كناموس عام لها، أو هي الظروف فقط تفضل أحياناً الأنثى على الذكر في بعض الأنواع، وأحياناً أخرى تفضل الذكر على الأنثى.

بحث سير لانكاستر في هذا الموضوع، وخرج منه بأن الأنثى في الجملة أقوى وأكبر جثماناً من الذكر على عكس ما يعهده القارئ. وقد ذكر ضرباً من الأسماك بالغت الطبيعة في إظهار أنثاه على الذكر حتى صيرت الأنثى تزن ألف ضعف ما يزنه الذكر. وهناك نوع آخر من السمك يتضاءل فيه الذكر حتى يصير في حجم الخراطين على حين أن أنثاه تكبر إلى حد كبير.

وأنثى العقرب أكبر وأقوى من الذكر. فهي إذا شعرت أنها تلقحت منه انقضت عليه أكلته من رأسه إلى قدمه. وكذلك تفعل أنثى العنكبوت بذكرها. ولكنه أحياناً ينجو منها لأنه لا يكاد يشعر بانتهاء السفاد حتى يقفز عنها هارباً ناجياً.

وليست الحضانة وتربية الأولاد من واجبات الأنثى الطبيعية كما يتوهم بعض الناس ذلك.

فقد ذكر الجاحظ وحقق قوله العلماء الآن أن الظليم يرخم على بيض النعامة (يحضنه) كالدجاجة الرنقاء حين تسعى هي لمعاشها.

وجملة القول أن الطبيعة لا تؤيد من يذهبون إلى تفضيل الذكر على الأنثى في القوة الجسمية أو العقلية. أما في النوع الإنساني فالذكر أقوى من المرأة مطلقاً في القوة الجثمانية وهي أقوى منه نسبياً في القوة العقلية. لأن حجم دماغ المرأة بالقياس لجسمها أكبر من حجم دماغ الرجل بالقياس إلى جسمه.

وقد أثبت التاريخ أن الرجل كان القائم عليها في القرون الماضية مع شذوذ قليل ومثال ذلك أن في بعض القبائل الألمانية حكمت النساء الرجال حقبة طويلة من الدهر.

وكانت المرأة المصرية القديمة تنعم بكل حقوق الرجل على أن ذلك كان في عصر التمدن