للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الحاوى]

كل قارئ. ولا ريب يعرف الحلوى. ولطالما أعجبته أما به يوم كان طفلاً. ولطالما استوقفته الزحمة التي حوله وهو راجع من (الكتّاب) يجمل اللوح تحت ابطه وألهته الألعاب التي كان يشاهدها من الحلوى عند العودة إلى المنزل حتى أشفق أهله من غيابه. فأرسلوا في أثره المنادي ينادي يا عدوي.

هذا ولا ريب أمر معلوم لأطفال الدنيا الكبار منهم والصغار وقد اخترنا هذا العنوان لباب من أبواب البيان يفتح على طائفة كبيرة من الفكاهات الفلسفية والمقالات المفرحة المبهجة والخواطر المليحة النادرة إذ تجتمع الحكمة والفكاهة في إطار واحد.

وقد آثرنا أن نفتح هذا الباب بنشر المقالات عدة لكاتب من كبار كتاب الغرب يعد في الصفوف الأولى من الفلاسفة المضحكين. والكتاب المتهكمين. بما انما زعن الكتاب الآخرين، براعة أسلوب. ولطف منحى، وسعة روح، وتهكم حلو في حدود الحق. وهو الكاتب المشهور، المستر شسترتون.

وهو من الكتاب المعاصرين ألحياء. ويعد من كتاب الطبقة الأولى.

سر النجاح

في عصرنا هذا ظهر نوع خاص من الكتب والمقالات أشهد حقاً لا حانثاً ولا كاذباً أنها أسخف ما اخرج الناس في الدنيا كلها. فهي أكثر غرابة من اغرب روايات الحب والفروسية وأثقل ظلاً من الكتب الدينية وفضلاً عن ذلك فإن روايات الحب والفروسية هي كتب تدور حول الحب والفروسية. والكتب الدينية هي عن الدين ولكن هذه الكتب التي أتكلم عنها هي عن لا شيء أو هي عما يسمونه النجاح ففي جميع رفوف المكاتب. وفي كل مجلة ترى أيها القارئ كتباً ومصنفات وأبحاثاً تبين للناس سبيل النجاح. وتبصرهم وترشدهم كيف ينجحون في الدنيا ويفوزون وهذه المصنفات والكتب وضعها كتاب ومؤلفون لم ينجحوا في أي شيء في الدنيا حتى ولا في كتابة الكتب. لأنه قبل كل شيء يجب أن تعرف أيها القارئ. أنه بالطبع لا يوجد بالعالم شيء كهذا يسمى النجاح أو إن شئت تعبيراً آخر فاعلم أن لا شيء في العالم إلا وهو ناجح. وأن تقول عن شيء أنه ناجح لا تزيد شيئاً عليه. فالناجح ناجح. والمليونير الناجح أي صاحب الملايين الناجح ناجح في