للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

انه مليونير. والحمار الناجح ناجح في انه حمار. والإنسان الحي قد نجح في انه عائش والميت كان يكون ناجحاً لو أنه انتحر.

إن هؤلاء الناس يريدون بكتبهم تلك أن يقولوا للإنسان العادي عن الطريقة التي يستطيع بها أن يبلغ النجاح في صناعته أو حرفته أو آماله أو أطماعه وكيف ينجح في العمارات والبناية إذا كان بناء أو (معمارياً) وفي السمسرة إذا كان سمساراً ويريدون بمؤلفاتهم هذه أن يشرحوا للصحافي (الترسو) و (الجيونالجي) الغلبان، كيف يصير في الصف الأول من أصحاب الصحف الكبرى. أو كيف يصبح عضواً في الجمعية التشريعية ويبينوا لليهودي الألماني كيف يصبر (من الأنكليز السكسون) وهذا بالحق مشروع لطيف، هذه شغلة تجارية جميلة. وأفتكر أن للناس الذين يشترون تلك الكتب إن كانت ثمت احد يبتاع كتباً مثل هذه حقاً أبيا - إن لم يكن حقاً قانونيا - في طلب فلوسهم واستراد أثمان تلك الكتب، إذ لا يجترئ مخلوق في الدنيا أن ينشر على الناس كتاباً في (الكهرباء) لم يحو شيئاً البتة عن الكهرباء، ولا يجسر إنسان على نشر مقال في علم النباتات يدل على أن الكاتب لا يعرف إذا كانت (الفجلة) تختفي في الأرض أو تظهر قبل الذيل على الأرض. ومع ذلك لا تزال دنيانا الحاضرة مخنوقة بالكتب الدائرة حول النجاح والناجحين. وهي لا تحتوي أية فكرة على الإطلاق ولا معنى لها ولا قيمة.

ومما لا شك فيه أن لا توجد في كل صناعة شريفة كضرب الطوب أو كتابة الكتب إلا وسيلتان للنجاح، إما أن يؤدي صاحب الصنعة عملاً جيداً وإما أن يغش، وكلا الوسيلتين من السهولة والبساطة بحيث لا حاجة إلى شرح أو تفسير. فإذا كنت حاذقاً في الوثب العالي في الألعاب الرياضية فإما أن تثب أعلى من أي واثب آخر، إما أن تحال على الإدعاء بأنك وثبت كذلك. وإذا أردت النجاح في لعبة الويست - الميسر - فإما أن تكون من مهرة اللاعبين إما أن تغش الورق وتلعب بأوراق معلمة أو منقطة وأنا لا أنكر أنك قد تحتاج إلى كتاب ف يطرق الوثب والنط أو قد تحتاج إلى كتاب في النجاح كتلك الكتب التي تراها اليوم منثورة بالمئات في الكتبية وسوق الكتب، نعم قد تريد الوثب أو تطلب اللعب بالورق ولكنك لا تحتاج إلى قراءة صفحات عديدة لا تخرج منها إلا بأن بالوثب وثب والقفز قفز وأن الألعاب يكسبها الناجحون، على أنه لو أراد هؤلاء الكتاب أن يقولوا شيئاً ذا معنى في