للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الفتنة في الهند]

غاندي والثورة السلبية

يطالع القراء في الجريدة اليومية أخبار القلاقل التي حدثت في إقليم ملابار الذي تقطنه قبائل الوبلاه. ولعل قليلا من القراء من يعرف شيئاً عن حقيقة هذه القلائل وعن أعمال الزعيم غاندي الذي ينسبون إليه كل حركة في الهند، وقد رأينا أن نفصل ذلك مبتدئين بوصف قبائل الموبلاه نقلا عن نبذة كتبها في جريدة التيمس السر ريس العضو في مجلس النواب:

(الموبلاه قوم مسلمون من نسل تجار العرب الذين نزحوا إلى ساحل ملابار وتزوجوا من الهندوس وأشربوا عاداتهم، ويبلغ عددهم مليوناً ونصف مليون يشتغل أكثرهم بالزراعة ولهم رئيس ديني يقيم في بلدة تيرو انجادى، وهم سنيون شديدو التعصب، يحرمون شرب الخمر تحريماً قاطعاً، وقد أثاروا منذ سنة ١٨٥٨ نحو ٣٨ اضطراباً، وكان أغلبها بسبب الأمور الزراعية).

أما الفتنة الأخيرة فقد تضاربت الأنباء البرقية في نقل أسبابها عند أول حدوثها، فقالوا أنها بسبب محاكمة زعماء الهنود، ثم نسبوها إلى حركة المقاطعة والتحدي التي يقوم بها غاندي وأنصاره، ثم قالوا إنها ضد الحكم الإجليزي ومطالبة بالحرية، وأخيراً استقر بهم الأمر عند نسبتها إلى هياج خواطر الهنود من جراء القلق على مصير الخلافة ونيت بريطانيا نحو تركيا ومساعدتها لليونان في حرب الأناضول، وقالوا إن الثائرين حملوا الأعلام الخضر!! وعندها إن السياسة الإنجليزية استحسنت الوقوف عند هذا السبب الأخير وجعله هو الباعث الوحيد على قلاقل الهنود، مفضلة أن تكون الفتنة موصوفة بأنها حركة دينية للعطف على تركيا أكثر منها حركة سياسية موجهة إلى الحكم الإنجليزي. والمطالبة بالحقوق القومية. وأمامنا مثل من تاريخنا القريب أيم كان الإنجليز يحاولون عبثاً أن يغيروا من صبغة حركتنا الوطنية سنة ١٩١٩ فقالوا إنها هياج ديني من العامة الذين أقلقهم انكسار تركيا ومصير الخلافة. . .

ثم زعموا أنها حركة مدبرة من جمعية الإتحاد الترقي وأن للألمان والبلشفيين أصبعا فيها. . . . ثم قالوا بل هي حركة ضد الحماية الإنجليزية ومطالبة بالحكم الذاتي!. . . .