للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الحق صراح]

غريب في أمر هذه المجلة - غريب أمرها للغاية التي لا بعدها - إذ كلما حز بها أمر، وأخذت بخناقها ضيقة مالية من جراء وكلائها، وخراب ذممهم وعبثهم بأموالها - وبهذا الجرم الدنيء - الجرم الذي لا ينال من صاحب المجلة نقول أنهم بهذا الجرم الخبيث الذي لا جرم مثله يقتصون الحين بعد الحين جناحي البيان فتكون النتيجة أنه يعجز عن أن يطير إليهم فيه - ويطول هذا العجز الشهر والشهرين والثلاثة حسب كمية هذا الجرم، فتذهب الظنون إذ ذاك مذاهبها ويكاد اليأس من ظهور المجلة مرة أخرى يتسرب لا إلى نفوس القراء فقط بل إلى القائم بالعمل نفسه. وعلى الرغم نم ذلك كله لا تكون إلا عشية أو ضحاها حتى يهيئ الله من أمرنا رشداً، ويتيح لهذه المجلة ما يقيلها من عثرتها، وينتاشها من وهدتها، فيرتاش البيان - ويرتاش أبدع الارتياش ويطير باسم الله مجراه، إلى من ينتظرون بشغف سراه.

ألم بالبيان في هذا العام ثلاث ملمات من نوع واحد، وذلك أن ايتلي ثلاثة من المخلوقات، عينوا وكلاء محصلين له في الجهات، حصل ثلاثتهم على نحو من خمسين ومائة جنيه، لم يحظ البيان منها بخمسين ومائة مليم، بينما ذلك المقدار كان يكون كافياً لإخراج خمسة أعداد البيان، فسببت هذه الملة المروعة عدم ظهور عددي نوفمبر وديسمبر لأن البيان من ابتداء سنته الثالثة يتأثر باشتراكاته تأثراً بيناً، فيهبط ويرتفع كالبارومتر يتأثر بالجو الذي يحيط به. . . فأخذنا نم ذلك المقيم المقعد، وصرنا بحيث لا نستقر على حال من القلق. إذ قد بذر الله في قلبنا حب هذا العمل ولا تعلق بالمضي فيه بصفة لا أدل عليها من ثباتنا فيه إلى اليوم على الرغم من أمثال هذه العقبات التي تكاد أكبر قوة ما دامت طريقة الحصول على الاشتراكات ترسل إلى الجريدة أو المجلة مباشرة دون واسطة، مجصل فلو أن هذه الطريقة تتبع في مصر لكان البيان اليوم على حال يحسد عليها. . . لكان يجاري اليوم مجلات الغرب ويلز الغرب معها في قرن.

أما بعد فلما رأينا البيان بهذه الحال أخذنا نبحث عن حيلة نخرج بها من هذا المأزق المتضايق فشغلنا أولاً بتأديب هؤلاء الخونة حتى يكون فيهم لمن بقى اعتبار ثم بعد ذلك لم نر أمامنا للحول على مبلغ من المال ندارك به حالة سوى ذلك الذماء الباقي لأولادنا فما كان منا إلا أن أزعجناهم إزعاجاً كأنا بهم لا ينسون أبد الدهر حرقته وذلك بأن أخذنا منهم