للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الإنسان الأول]

المسيوريتو أوجي من مشهوري علماء البلجيك، وبحاثة أثري في طليعة البحاثين. إلى ندوة العلوم بمجمع بلجيكا. هو من أعضائه. عشر قطع من أوثق المصادر. تمثل صور الإنسان الأول في أدوار همجيته الأولى.

وقد اعتمد المسيو ريتو عل المصادر العلمية. وثوق بصحتها، وصنع قوالب صغيرة الحجم، ودقيقة المعالم، تمثل نصف الإنسان الأعلى، في هيآته المختلفة التي تتابعت وراء بعضها وتلاحقت، والتطورات التي حدثت لها في العصور المظلمة التي لم يصل إلى التاريخ الإنسان علمها.

وقد أفرغها في قوالبها، وصنع قواعدها. النحات البلجيكي المشهور لويز ماسكرية. ولكي يصل المسيو ريتو ومساعده إلى أبعد غاية من الحقيقة المقبولة. أو الاحتمال المناسب، بدأ رسم الجماجم التي اتفق العلماء المحققون على شكلها ونسبوها إلى الإنسان في العصور المجهولة من التاريخ، ثم صورا بعد ذلك عضلات الوجه والسواعد والصدر. على حسب قوانين التناسب التشريحي. فلما تم لهما تصوير الهيكل العظمي. شرعا يكسوانه اللحم والشعر. وبعد ذلك صورا النظرات الملائمة لحال كل جنس وحياته والظروف التي يعيش فيها. ورسما الأسلحة التي كان كل يستعملها في العمل والقتل والذبح. ولاء ما بين ملامحهم ونظراتهم. وبين الأعمال التي كانوا يعملونها، وأثبت المسيو ريتو مع دمية من هذه الدمى شرحاً لها دقيقاً. وإليك صور هذه التماثيل. وما كتب المسيو ريتو من الشروح عليها:

إن القطعة الأولى: وهي التي تمثل الإنسان وهو في الطبقة الثالثة الجيولوجية. وصورة جمجمة الإنسان القردي ونصف وجهه، وهي الصورة التي رسمها العالمة الفرنسي الدكتور مانوفرييه للجمعية الأنثروبولوجية في باريس، وأردفها بنظام متججرة تدل على العصر الذي كان يعيش فيه هذا النوع. وكلاهما مثل الإنسان منذ عشرة آلاف من القرون. حين بدأ ينتقل من آكل العشب إلى أكل الثمر، أيام كان وسطاً بين القرد والإنسان. ومسيطراً على كل ما حوله من حيوان. دون أن يكون له من القوة العقلية ما يجعله يتسلط عليه ذهنياً، وكانت سيطرته لا جفاء فيها ولا إيذاء.

ولئن كان في حركاته لا يزال بعض الخصائص التي كانت لأجداده ذوات الأربع. فقد كان يمشي مستقيماً، إذ شاهد نفس من ذوات، وكان يقتبس من تورية الأحجار. وكان يصنع