للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أسلحة من الحجارة إلا فانظر إليه، ودع منخارية الواسعين، وفمه الرغيب، وحسبك النظر، عينيه. فإنك ترى الرضا بالرزق المقسوم له بادياً فيهما، ولا فكر يتجلى على وجهه المسيخ ولا هم.

والقطعة الثانية لا تدل على تطور كبير. صنعت صورتها على غرار التي عثر بها العالم موير في هيدلبرج، وهذه الصورة تمثل الإنسان في الطبعة الرابعة الجيولوجية. وقد انتقل من آكل الثمر فأضحى آكل اللحم تريك أنه قفل راجعاً من الصيد يحمل جثة خنزير جبلي، قابضاً بيده على أداة الموت، وهي كالمناخس أو المعاول الحجرية.

وانظر إلى عارضة. تجسد أنه لم يرتفع أكثر من عارض الإنسان الذي تقدمه إلا يسيراً. وهيأة ملامحه تنبئك أنه قد أحس بقوته. وشعر بفوزه على الحيوان وسلطانه. وتبدلك أنه قد لاقى العناء والوصب في محاربة الخنزير واصطياده.

ولكن بين هذه الصورة. والصورة التي بعد فرق كبير. هذا هو الإنسان الذي كان يسكن جبال جالية من أعمال كنت إحدى مقاطعات إنجلترا وقد رسمت صورته على مثال الهيكل العظمي وصورة أسلحته وأدواته من الآلات التي عثر بها مع الهيكل العظمي. في تلك النواحي منذ خمسة وعشرين عاماً. وأخذ شكلها كذلك عن آثار تمثل ذلك العصر الجيولوجي نفسه اهتدى إليها على ضفاف السين. وفي بلجيكا بين بلدتي مونز وبلنش وفي تسمانيا وغيرها.

هذه هي صورة من صور الإنسان الأول العاقل وقد بدأت الغريزة فيه تقوى وتتطور إلى مبادئ التصور والتفكير. هذا هو مخترع الصناعة الحجرية الأولى. كان يجوب الصخر فيجعل منه أسلحة أمتن من أسلحة أسلافه. وآلات أدق من آلات آبائه.

إن جبينه لا يزال ضيقاً منخفضاً. ولكن وراء هذا الجبين قد نهضت فكرة الحق للقوي. على أنه لم يفكر في مهاجمة الفيلة العظيمة في احراشها. وإنما كان يعسف ويظلم من هو دونه من نوعه أي الإنسان المرسوم في الصورة الثانية المأخوذة عن العامة موير ويجور عليه. ويناله بالأذى. ومن ذلك العهد بدأ الرق والاستعباد.

وترى من صورته أنه يحمل في يده اليسرى سلاحاً مستديراً مشدوداً إلى رقبته بقلادة من أعواد الشجر. وقد قال العلامة ريتو إن هذا السلاح الحجري الذي كان يستعمله الإنسان