للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأول لأمة للقتال وعدة للذبح. لهو مبدأ الزينة وأصل الحلي.

ولننتقل إلى القطعة الرابعة وهي التي تمثل الإنسان القصير الجمجمة الذي كان يسكن أنحاء جرينل، وهي قرية من قرى نهر السين، وهو النوع الثاني من العصر الجيولوجي الرابع، وهو في نظر المسيو ريتو نتاج تمازج بين الإنسان الشمالي والأجناس التي جاءت بعده، إذ يقول المسيو ريتو إن ظهور جنس جديد كهذا قد جر إلى استئصال الأجناس الأخرى التي تقدمته على أن هناك كثيراً من الشروح والأبحاث والاستنتاجات، وكلها تدور على أنه قد جرى في عروق طبقات كثيرة من الجنس البشري دماء ثلاثة أجناس أخرى من البشر، كل منها أكثر تطوراً في التقدم الذهني من سابقه. ودليل ذلك إن قد حدث تحسين في صنع الآلات وعمل أسلحة جديدة كالرمح والمزراق ليساعد على المحاربة والمناجزة على مسافات بعيدة، إذ بدأ الأفراد والقبائل يتنازعون على ملكية الأرض، في ذلك العصر الذي تدل صناعة قطع الصخور وجوب الحجارة فيه على تقدم كبير. كما ترى من هيأة هذا الإنسان، ساكن أنحاء جرينل، وهو يصنع قطعة من الحجر بدقة وحذق وبعد نظر واهتمام.

والقطعة الخامسة تمثل الإنسان الذي كان يسكن كومب كابل وقد أخذت صورته من الهيكل العظمي الذي اكتشف هناك، ومن عصر ذلك الإنسان يبدأ استعمال المنقاش والآلات التي يستعملها اليوم صنَّاع الدنان. وصناع الرقوق والبسباكون، ووجد الهيكل العظمي الذي اكتشفوه في كومب كابل متوجاً بتاج من الصدف، وذلك ولا ريب لحماية شعورهم وجدائلهم من شدة الريح وعصف الهواء. وإن استنتاج المسيو ريتو أن منشأ القلائد والأطواق والحلي والجواهر وأنواع الزينة الحديثة، هو ذلك السلام الحجري المشدود إلى عنق ساكن جبال جالية كما مر بك، ليصح أن يقال أيضاً في هذا التاج الصدفي، وهل نستطيع أن نتصور أن هذا المشبك الذي كان يعقص به الإنسان القديم شعره وفروعه أو لعله كان الشارة الفارقة بين أهل السيادة منهم وأهل الخدمة والعبودية، هو أصل التيجان ومنشؤها؟.

ولكن هكذا يرى المسيو ريتو، ولعله على صواب.

والذي حدا بالمسيو ريتو إلى الباس هذه الصورة ناراً من الفر وهوا أن هذا الإنسان كحان يعيش في عصر جليدي. ومن ثم مسته الحاجة إلى الدفء فاشتمل في فراء الحيوانات.