للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ترون الذي يحب ويبقى على الحب وإن كان ذلك من الألم ما فيه. أسوأ حظاً من الذي يحب فيعبث بالحب: وجملة القول أن المرأة من الوجهتين معاً الحب وراحة البال أحسن حظاً من الرجل.

قد تقولون أن المرأة لا تستطيع أن تحرز المجد وتدرك الشأو البعيد، وإنه إذا كان الناس يستميتون في طلاب المجد واعتلاء متن الغاية القصية من رفعة الشأن أفلا ترى هذا المجد نعمة كبرى انفرد بها الرجل دون المرأة. وأنا لا أنكر أن للرجل فرصاً سوانح أكثر من المرأة في سبيل إحراز المجد. ولكن أليس المجد الذي نكتسبه نعود فتخلعه على النساء. أليس الرجل يكدح لنيل الفخار. فإذا ظفر به ألقى منه على امرأة من نساء الدنيا. وكذلك كان النساء يتنعمن بالعلاء والشهرة على حساب الرجال. وجملة قولي أن رأيي هو أن المرأة خير نصيباً من الرجل في حياتنا هذه.

* * *

فتوى مدام سيمون

اكبر ممثلة أديبة في باريس

وصاحبة الدور الأكبر في رواية النسر الصغير

التي وضعها الروائي أدمون روستان

أول ما عرض السؤال عليها صاحت قائلة: وهل هذا يحتاج إلى سؤال. وهل هناك شك في أن الرجل هو الظافر دون المرأة بأحسن نصيب من الحياة! إني أقول ذلك بلاد أدنى تردد أو حيرة.

حسب الرجل حريته. أليست القهوة أكبر نعمة للرجل، فهو إذا ضاق صدره في المنزل وتألم من صراخ الأطفال واجتوى جو الحجرات. انفلت إلى القهوة فنعم فيها بحريته. والرجل ينعم بالاستقلال لأنه يستطيع أن يفعل ما يشاء ويختار. فهل ثمت يرجح بهذه السعادة ويفضل تلك النعمة. من هذا تعلم أن المرأة يجب أن تكتسب شيئاً فشيئاً كثيراً من الحرية والاستقلال لأجل سعادة البيت وصلاح الأسرة، وإني لأرى أن المنازعات العاطفية القائمة اليوم بين الرجال والنساء ليست إلا منازعات اقتصادية فإذا اشتغلت المرأة وكدحت لاكتساب الرزق وظفرت بحريتها، تغيرت صفة حب الرجل لها. ففي سبيل تحسين نصيب