للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فذهب اثنان منهم إلى عمان والتجأ اثنان آخران إلى كرمان وفر اثنان كذلك إلى سجستان وقصد اثنان آخران الجزيرة وذهب تاسعهم إلى (تل مورون) ياليمن وانبثوا بين ظهراني أصحاب تلك البلاد يرغبون الناس في مقالتهم ومذاهبهم حتى اتبعهم خلق كثير عددهم.

هذا - ولم يمنعهم انقسامهم على أنفسهم ومحاربة بعضهم بعضاً لاختلاف بينهم في بعض الفروع - عن أن يشغلوا بال أمراء الإسلام من الدولة الأموية في الشام والدولة الزبيرية في الحجاز فقد أشعلوا نار الحرب الزبون مدة مديدة على الدولتين وأخافوا القواد والشجعان وهم في منازلهم واستولوا على كثير من البلاد العظيمة الإسلامية مثل كرمان - ومكران - وكازون - وفارس والمدائن - وأرجان ورام هرمز وسلا وسليرا وغير ذلك.

وقد أحاطوا بالبصرة حتى ترحل أكثر أهلها منها وكان الباقون على الترحل - ولم يكسر شوكتهم ويفلل حدهم إلا الملهب بن أبي صفرة فأنه لما تولى قيادة جيش الأمويين هزم الخوارج إلى الفرات ثم إلى الأهواز ثم إلى فارس ثم إلى كرمان ولم يفلت منهم بعد أن لبث يحاربهم مدة تتجاوز العشرين عاماً إلا بعض قليل ذهب فريق منهم إلى المغرب الأقصى وأسس مذهب الاباضية هناك وهي إحدى فرق الخوارج - ولها ذنب دقيق إلى الآن لا يكاد يظهر.

واختفى فريق آخر في الصوامع والجبال يتزهد ويعبد الله فمنهم من ظفر أمراء الأمويين به كعروة بن أدية فقتلوه ومنهم من مات حتف أنفه.