للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فقال أن الحكومة كالإمامة ومتى فسق الإمام وجبت معصيته وكذلك الحكمان لما خالفا نبذت أقاويلهما - فقالوا له إذا كان على حق لم يشكك فيه وحكم مضطراً فما باله حين ظفر (في واقعة الجمل) لم يسب فقال ابن عباس (ض) أفكنتم سابين أمكم عائشة فوضعوا أصابعهم في آذانهم وقالوا أمسك عنا غرب لسانك يابن عباس فأنه طلقٌ زلقٌ غواص على موضع الحاجة.

ومن مناظراتهم مع علي كرم الله وجهه أنه قال لهم ألا تعلمون أن هؤلاء القوم لم رفعوا المصاحف قلت لكم إن هذه مكيدة ووهن وأنهم لو قصدوا إلى حكم المصاحف لم يأتوني ثم سألوني التحكيم أفعلمتم أنه كان منكم أحد أكره لذلك مني قالوا اللهم نعم. قال فهل علمتم أنكم استكرهتموني على ذلك حتى أجبتكم إليه فاشترطت أن حكمهما نافذ ما حكما بحكم الله عز وجل فإن خالفاه فأنا وأنتم من ذلك براء أو أنتم تعلمون أن حكم الله لا يعدوني قالوا اللهم نعم ثم قالوا الله نعم ثم قالوا قد حكمت في دين الله برأينا ونحن مقرون بأنا قد كفرنا ونحن تائبون فأقرر بمثل ما أقررنا وتب ننهض معك إلى الشام - فقال علي (ض) أما تعلمون أن الله جل ثناؤه قد أمر بالتحكيم في شقاق بين رجل وامرأة فقال تبارك وتعالى {فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها} وفي صيد أصيب في الحرم كأرنب يساوي ربع دينار فقال عز وجل {يحكم به ذوا عدل منكم} فقالوا إن عمراً لما أبى عليك أن تقول في كتابك: هذا ما كتبه عبد الله على أمير المؤمنين: محوت اسمك من الخلافة فقلت عليُّ بن أبي طالب فقال لهم رضي الله عنه لي برسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة حيث أبى عليه سهيل بن عمرو ان يكتب هذا كتاب كتبه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو فقال له لو أقررنا بأنك رسول الله ما خالفناك ولكن أقدمك لفضلك ثم قال اكتب محمد بن عبد الله فقال لي يا علي أمحُ رسول الله فقلت يا رسول الله لا تسخو نفسي بمحو اسمك من النبوة فقال عليه الصلاة والسلام قفني عليه فمحاه بيده عليه السلام ثم قال اكتب محمد بن عبد الله. ثم تبسم إلي فقال ياعلي أما أنك ستسام مثلها فتعطي - فرجع معه منهم ألفان.

ثم ظهروا بعد ذلك بحروراء: بناحية الكوفة: ولذلك أطلق عليهم الحرورية وكانوا إذ ذاك في جيش عظيم وجمع كبير فتوجه إليهم علي كرم الله وجهه فقاتلهم قتالاً شديداً حتى أبادهم إلا تسعة رجال منهم فأنهم أفلتوا من الحرب.