للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يدخل بها وقيل في ترتيب أزواجها غير ذلك وكان أحد أزواجها زيد بن عمرو بن عثمان كما حدث أشعب (وكان قد اتخذته السيدة سميرا لها) انجل قرشى قال أشعب فخرج حاجاً وخرجت معه سكينة فلم يدع أوزة ولا دجاجة ولا بيضاً ولا فاكهة إلا حمله معه وأعطتني مائة دينار فخرجت ومعها طعام على خمسة أجمال فلما أتينا السيالة نزلنا وأمرت بالطعام أن يقدم فلما جيء بالأطباق أقبل أغيلمة من الأنصار يسلمون على زيد فلما رآهم قال أوه خاصرتي ارفعوا الطعام وهاتوا الترياق والماء الحار فجعل يتوجرهما حتى انصرفوا ودخلنا وقد هلكت جوعاً فلم آكل إلا مما اشتريته من التسوق فلما كان من الغد أصبحت وبي من الجوع ما الله به عليم ودعا بالطعام فأمر باسخانه وجاءته مشيخة من قريش يسلمون عليه فلما رآهم اعتل بالخاصرة ودعا بالترياق والماء الحار فتوجره ورفع الطعام فلما ذهبوا أمر بإعادته فأتى به وقد برد وقال لي يا أشعب هل إلى أسخان هذا الدجاج سبيل فقلت له أخبرني عن دجاجك هذا من آل فرعون فهو يعرض على النار بكرة وعشيا - وحكى أن أحد أزواجها زيد بن عمرو استأذنها أن يحج مع سليمان بن عبد الملك وأعلمها أنها أول سنة حج في الخليفة وأنه لا يمكنه التخلف عن الحج معه وكانت لزيد ضيعة يقال لها العرج وكان له فيها جوار فأعلمته أنها لا تأذن له إلا أن يخرج أشعب معه فيكون عيناً لها عليه ومانعاً له من العدول إلى العرج ومن اتخاذ جارية لنفسه في بدأته ورجعته فقنع بذلك وأخرج أشعب معه وكان له فرس كثير الأوضاح حسن المنظر يصونه عن الركوب إلا في مسايرة أمير أو يوم زينة وسرج يصونه لا يركب به غير ذلك الفرس وكان معه طيب لا يطيب به إلا في مثل ذلك اليوم الذي يركب فيه وحلة موشية يصونها عن اللبس إلا في يوم يريد التجمل فيه بها فحج مع سليمان وكانت له عنده حوائج كثيرة فقضاها ووصله وأجزل صلته وانصرف سليمان وكانت له عنده حوائج كثير فقضاها ووصله وأجزل صلته وانصرف سليمان من حجه ولم يسلك طريق المدينة وانصرف ابن عثمان يريد المدينة فنزل على ماء لبني عامر بن صعصعة ودعا أشعب فأحضره وصرصرة فيها أربعمائة دينار وأعلمه أنه ليس بينه وبين العرج إلا أميال وإن أذن له في المسير إليها والمبيت عند جواريه غلس إليه فوافى وقت ارتحال الناس فوهب له الأربعمائة دينار فقبل يده ورجله وأذن له في السير إلى حيث أحب وحلف له أنه يحلف