للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وليس في البطاطس مقدار كبير من البروتين ولهذا تكفي ثلاثة أرطال منه في اليوم ويقوم بالحاجة الباقية من الحرارة المطلوبة للبدن نحو من ست أوقيات من الزبدة.

وهذان الشخصان اللذان استغنيا بالمادة الزلالية الموجودة في الخضروات عن كافة البروتين الموجود في الحيوانات كاللحم، اكتسبا الصحة التامة والقوة المتينة، حتى أن أحدهما بعد الانتهاء من هذه التجربة العملية اشترك في سباق لمسافة ٢٦٤ ميلاً جازها في ٩٩ ساعة وهو الميعاد المضروب للسباق.

والدكتور هندهيد يرى أن المادة الزلالية الموجودة في الخضر تقوم مقام المادة الموجودة منها في الحيوانات ويلفت النظر إلى أن أمراض الكبد والكلى والأمعاء هي في سكان المدن والحواضر أربعة أضعافها عند الفلاحين وأهل القرى الذين يعيشون وأكثر غذائهم الخبز والبطاطس والدهن، والآن لنبحث في الأطعمة التي يمكن الحصول منها على المقدار اللازم من البروتين للجسم في اليوم وهو بين ٢٠ و٢٥ جراماً، وهذا يسهل على الكيماوي أن يوافينا به فإن نحواً من ثلاثة وعشرين جراماً منه توجد في ثلاث بيضات أو في قطعة من اللحم الأحمر يبلغ حجمها نحواً من ثلاث بوصات مكعبة أو في رطل ونصف من اللبن، والقطعة الصغيرة من الخبز التي تبلغ أوقيتين تحتوي أربعة جرامات من البروتين.

على أن الجهاز الهضمي لا يستطيع أن يستخرج جميع المادة البروتينية من أي مقدار من الطعام ويجعله صالحاً للجسم ولهذا لا نستطيع أن نضع نهاية صغرى نظرية للغذاء ونكفل به الصحة وليس من المحتمل أن يفيد الرجل المتوسط الحجم أن يتناول أقل من ضعف المقدار النظري الذي يذهب إليه الدكتور هندهيد وهو العشرون جراماً من المادة الزلالية ليكفل للأنسجة المقدار اللازم لها.

وللوصول إلى طريقة عملية يستطيع الإنسان أن يظفر بالمقدار الواجب له من البروتين من بيضة واحدة وقدح من اللبن وخمس أوقيات من اللحم توزن قبل نضجها فإن هذا المقدار يكفل ولا ريب مقدار البروتين الذي يتطلبه البدن حقيقة، بل قد يزيد على حاجته.

ومن المحقق أن مثل هذا المقدار وحده لا يستطيع أن يمد البدن بوحدات الحرارة الكافية لتسيير هذه الأداة الإنسانية بنظام ولهذا لا بد من التماسها في الأغذية الخالية من البروتين، ولا بد أن يحسب حساب لمقادير من النشا والسكر والدهن وهذه تستمد من الحبوب وبعض