للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليوم فحسبنا أننا اكتشفنا الحقيقة الهامة الآتية: رسالة ممهورة بإمضاء (ستيفن ديمانبري في أيدنبره لعشر خلون من فبراير عام ١٧٤٧ نشرتها مجلة (ذي جنتلمان القديمة) يقول فيها كاتبها - بما أن الاكتشاف الآتي قد يؤدي في المستقبل خدمة جليلة للمجتمع فإنى لا أعارض في نشرك صورة استخدام الكهرباء في ترقية لزراعة وأنا أعلم علم اليقين أنها الأولى في نوعها إذ لم ينشر للناس مثلها حتي اليوم.

في اليوم العشرين من شهر ديسمبر الماضي (أى سنة ١٧٤٦) أخذت من بستان المستر بوتشر عوداً من شجر الريحان وجعلت الكهرباء تسرى في أجزائه نحواً من سبعة عشر مرة وصرت كل أربعة أيام أسقى العود نصف (بينت) من الماء ووضعت العودة في حجرة هي أكثر حجرات داري ترداداً وتعرضاً لأذى الهواء الذي يسببه فتح النوافذ والأبواب وإغلاقها فكان من هذا العود بعد سريان الكهرباء فروع وأغصان أطول ما فيها يبلغ ربع قدم على حين أن كثيراً من هذه الأعواد نفسها تركت في البستان فما نمت طول تلك المدة اه.

كان هيرو الاسكندرى (حوال عام ١٢٥ قبل مولد المسيح) مخترعاً حاذقاً ومستحدثاً ماهراً في عمل لعبات الأطفال وصف في كتابيه أى علم الخصائص الميكانيكية للغازات وأى فن الآلات المتحركة بذاتها نحواً من مائة آلة ولعله لم يعمل إلا نماذج منها بينها آلة بخارية يقال أنها تماثل النوع الجديد المعروف وكذلك آلة رافعة للماء كمطفأة الحريق.

وهيرو هذا هو أول مخترع لآلة التوزيع المتحركة بذاتها وقد وصف آنية ماء مقدس لا يفيض الماء منها إلا إذا أسقط المستسقى في هذه الآلة نقوداً فإذا سقط الدرهم من ثقب تلك الآلة انحدر إلى أحد طرفي (مخل) أفقى فضغط عليها وانفتح من ذلك مصراع معلق بسلسلة من الطرف الثانى وانسكب الماء.

وتركيب تلك الآلة القديمة وفعلها لا يخالفان الطريقة الحديثة في شيء بل إن الأولى لأسهل من الأخري وأكثر إحكاماً.

وكتب ريشارد كارليل (١٧٩٠ـ١٨٤٣) في تصنيفه معجم التراجم الأهلية أنه لما تعددت من عماله وغلمان مكتبه حوادث السرقة جعل يبيع الكتب بواسطة آلة كالساعة وطريقته في ذلك أنه كان يكتب فوق وجه هذه الساعة (المينا) اسم الكتب المعروضة في كل يوم للبيع