للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإذا دخل المشتري أدار المينا حتي موضع الكتاب الذي يريد ابتياعه وإذا أسقط الثمن انحدر كتابه إلى يديه.

وما كنا لنصل إلى اختراع هذه الأسلاك البرقية وتهذيبها اليوم إلى حد الكمال ألا بعد أن أمعنا في فهم منافع الكهرباء وأضفنا على معلوماتنا شيئاً كثيراً.

ولكن المخيلة قديماً أقامت ظلها وسعت لها سعيها، وبين أيدينا الآن كتاب صغير يسمى (فسحات رياضية) وضعه هنري فان إيتن - لندن عام ١٦٣٣ - نقرأ فيه هذه السطور يقول بعض القوم أنه بواسطة المغناطيس يستطيع الغيّاب أن يعلموا خواطر صحابهم كأن يعلم مثلاً من سكن لندن أفكار من هو حل ببلدة (براج) في ألمانيا إذا كان لدى كل منهما إبرة مغناطيسية الطرف وأهمية ذلك أن إبرة المقيم في لندن تتحرك بتحرك إبرة الساكن (براج) ولكن يشترط أن يكون بين الرجلين حروف معروفة ورموز موضوعة وأن يرصدا الجو فى ساعة من الليل أو النهار مخصوصة فإذا أراد أحدهما أن يخاطب الآخر فليحرك إبرته إلى هذه الحروف فتنقلها إليه وليحرك هذا إبرته فتفضي إليه بكلم صاحبه، وذلك الاختراع نهاية فى الدقة على أننى لا أصدق أن في الدنيا حجراً عظيماً كهذا له هذه المميزة ولا أحسب استعمال هذه الطريقة ممكناً ولو ذللت لازدادت الجرائم وفشت الجنايات اه.

تلك هى معالم (التلغراف) الحديث وهذه آثاره الأولى بل إنها لآثار التلغراف اللاسلكى ومباديه!

وكتب جون ويلكنس أسقف شيستر (المتوفى عام ١٦٧٢) طائفة من الأسفار التكهنية العلمية ككتاب (اكتشاف دنيا جديدة) و (حديث عن نجم جديد) و (عطارد) و (سحر الرياضة) وغير ذلك من الأسفار وذكر في كتاب (عطارد) أن فكرة (فان أيتن) التي ذكرناها آنفاً مأخوذة من مؤلف قديم يسمي فاميناس استرادا ثم استطرد يقول إن هذا الاختراع خيال متخيل لا أساس له في أى تجربة من التجارب ولكن ويلكنس المذكور وضع للأنباء البرقية قانون رمز سبق به قانون (مورز) وهو المتداول اليوم أخذه عن طريقة النقط ذات الحرفين التي اخترعها (باكون) والتي تكاد تشابه طريقة النقطة تتبعها الشرطة لواضعها (مورز) غير أن كل حرف فى الأولى يرمز له بخمسة رموز بترتيب