للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بنصائحها الطبية وتتنقل في منازل أقاربنا وأصدقائنا مدلية بالوصفات واللزقات والدهانات والمراهم وكل ما في جعبتها من أسلحة الموت، ثم تحرض الناس على أن لا يسمحوا لطبيب أن يدخل دورها وأن يكتفوا باتباع آرائها في علاج مرضاهم ولكن المرض لا يلبث أن يشتد بالعليل بفضل أدويتها ولا يجد إذ ذاك أهله مناصاً من استدعاء الطبيب وتكون عمتي بذلك قد أضافت عشر فوزيتات إلى حسابه قبل مجيئه. وأنا أنصح للأطباء أن يرشوها بمقدار من المئة من مجموع المبالغ التي يكسبونها بواسطتها، ولكني أخشى أن يزداد بهذه الطريقة عدد الوفيات في السنة فيكسب معهم الحانوتية والفقهاء والمكفنون والتربية وزملاؤهم.

وهي أجهل ما تكون بالقانون، ومع ذلك تدعي أنها لو امتنحت في الليسانس لكانت الأولى في الإمتحان، وهي كثيراً ما تقسم أن سعد زغلول لا يكسب منها قضية لو كانت هي التي ترافع إزاءه ولكنها بعد هذا أشد الناس خوفاً وفزعاً من مواقف القضاء والتحقيق ولشد ما ترتعد فرائص هذه الأستاذة القانونية لأبسط سؤال يلقى إليها في ساعة المحكمة لو دعيت إلى الشهادة وقد حدث أن وقعت سرقة في بيتنا إذ ضاع لأحد الساكنين في طابق من طباق منزلنا ثوب فألقى الشبهة على الخادم ورفع الأمر إلى الشرطة فأنفذت جاويشاً لتحقيق القضية فجاء الرجل وسألها شهادتها مع بقية الشهود فكان من تلعثمها ورعدتها واضطرابها ما خفت أن يظنه الجاويش دليلاً على أنها السارقة!!!