للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والناظر في تاريخ الثورات يجدها جميعا اعتنقت كدين وكان الزعماء جميعا رسل مذهب اجتماعي جديد وأنبياء دين وطني. الثورة عقيدة توحي بها نظم الطبيعة فقد كان مازيني يرددإن النصر حليف احترام المباد \ ئ، حليف احترام العدالة والحق. حليف التضحية والاستمرار على التضحية.

والأمم المغلوبة على أمرها لا تفتأ تعتقد أن قرون الاستعباد سجل طويت في أعطافه اعتداءات فظيعة علىكلتور الأمة المستعبدة وعلى مدنيتها تبقى حية في مخيلة الأجيال منتعشة يحتويها اللاشعور بتلك القوة المعنوية الإلهية. وفي الحق إن موت المدنية أدعى للحزن والأسى من موت الحرية. من أجل ذلك كانت حركة الهند وهبتها ويقظة الشين فين ووثبته سياسية بنائية قضت بها سنن الطور الاجتماعي العام.

وعندنا إن شخصيات الأمم لا بد مستكملة يوما خلقتها. وإن عبقريتها لتختلف باختلاف طبيعتها. ونرى مع ذلك أن عدوان الأمم وطغيانها خروج لقوانين الوجود وتمرد يجعلها تصطدم بعنف فتتمزق وهذا هو السر في تهشم الإمبراطوريات وبارها. ولا شك عندنا في أن العبقرية تمت بصلة متينة إلى طبيعة البلاد فهي ثمرة الجزر والمد الذي تخضع له الكائنات الحية وغير الحية. وما المدنية إلا جماع جهود العبقريات المختلفة ومظهر الارتقاء والتطور لا مظهر نزاع الإنسان مع الطبيعة لأنه من عمل القوى الخارقة المبدعة التي تخضع لها الكائنات.

بواعث الانقلاب

عاش الهنود أعواما طوالا في جو اضطهدوا فيه وهيض جناحهم وديست كرامتهم واحتقروا وانحطوا إلى مراتب العبيد.

ومستحيل علينا أن ندون الحالات المتعاقبة التي يتراءى بها إحساس فتى في أقوى عهود شعوره وأحر مزاج عواطفه - في السن الملتهب المتدفع حين لا تبهره أو تظله ألحياة بلذاذاتها وآلامها نترك هذا الهندي تجود به الأيام المقبلة يسطر في اعتافاته قصة نفسه المشحونة بالأسى والشجن فياضة بالحقائق الحية الناطقة. إن مثل هذا الكاتب لهو المؤرخ الإحساسي. يقرؤهما الهنود في كل مكان.

محجوز للأوروبيين