للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

واليابان في حاجة إلى الانتفاع بتأثير الشعور الديني في تحقيق تقدمهم، ولكن بينا ترى اليابان تحاول أن تدين بشيء من المسيحية، إذ بك تجد الصين تجتهد في إحياء الدين القديم، إذ يرجع أهل الصين الآن إلى عبادة كونفوشيوس، والغرض من ذلك أن يربطوا الأقاليم المختلفة برباط وثيق من النزعة الدينية، ولئن كان تأثير ذلك المعلم الديني قد ضعف في خلال القرن الماضي، فلم يصر بعد عند أهل الصين نسياً منسيا، كما يشهد بذلك الاحتفال الذي أقاموه يوم عيد ميلاده الأخير، وكان في السابع والعشرين من شهر سبتمبر الماضي وقد كتبت قبل يوم العيد نشرة عامة بعثت إلى كل حكام الأقاليم وضمنت كل فضائل كونفوشيوس، وكان العزم أن تقدم هذه النشرة لقضاة البلاد ليقدموها إلى الجمهور، وبذلك تتمهد السبيل لكونفوشيوس فيصبح قائد الجمهورية الصينية الحديثة، ورجال حزب الصين الفتاة يرون أن البلاد في حاجة ماسة إلى قائد يحكمها أو دين يهديها. وإن هذه الحاجة يجوز أن تسد بإحياء دين كونفوشيوس. ولكن في شكل حديث. وقد أقيمت لكونفوشيوس في كثير من بلاد الصين الاحتفالات وأنشدت الأناشيد مما يجعلنا نتوقع أن نهضة الصين ستكون في بادئ أمرها دينية. ثم تنقلب بعدها إلى نهضة سياسية. ولكن من ذا الذي يعلم نتيجة الرجوع إلى دين كونفوشيوس؟

الآي آي

إن الحيوان الذي ترى أمامك صورته هو من حيوانات جزيرة مدغشقر الإفريقية، وهو أحط أنواع فصيلة القردة وأشدها اختلافاً عن بقية الأنواع، ولقد جاء الانجليز به إلى نجلترة ووضعوه في حدائق الحيوان، فلم يعش طويلاً.

وقد كتب كاتب يصفه قال: رأسه أشبه من القرد بالدب، وذنبه غزير الشعر جثله، يحكي ذنب الذئب، وأسنانه الأمامية كبيرة الحجم حادة الطرف كأسنان الفأرة، وقدماه كأقدام القردة، لأن للأصبع الكبير ظفراً مسطحاً، يخالف الأصابع الأخرى ولها أظلاف طوال، وأما الأصبع الأوسط فنهاية في الطول والرفع، ويقولون أن الحيوان يستخدمه في إخراج الحشرات والديدان من أصول الشجر. ويقول ثقة أنه يستخدمه أيضاً إذا قدم إليه طعام سائل. إذ يدني شفتيه من السائل المقدم إليه. ويدخل هذا الأصبع في فمه ويضعه خلف أسنانه. ويجعل يقدمه ويؤخره كلما ارتشف من الماء. وكذلك يفعل في أكل البيض.