للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الطبيعة بينهما حتى اليوم، ولكن العلم الحديث جمع بينهما في اسم واحد هو الطاقة، وهكذا قام على أنقاض المذاهب العتيقة، بعد اجتهاد قرن كامل قوتان كبيرتان، أولاهما المادة وثانيتهما الطاقة لتحريكها.

هذه هي الآراء والنظريات الأساسية الذي ينهض عليها العالم الحديث، والتي تؤدي أبحاث سر تطور المادة إلى تقويض أركانها ونقض دعائمها.

وقد ختم الدكتور جوستاف لوبون الفصل الأول بقوله إذا كان قانون بقاء المادة سيهدم من هذه الضربات التي تزعزع ركنه، كان حقاً علينا أن نقول أن ليس في العالم شيء أبدى، وسيحكم على العلم بالنظر في تلك الآراء التي تعمل في كل المحسوسات، وهي النشوء والنمو والانحطاط والموت. . .

هذا هو العلم يضع يده في يد الدين، ويشهد له في مسألة ذات مكان وخطورة عندهما، وليطمئن علماء الدين، ولتقر أعينهم وليمضوا في دينهم مضي العلماء في علمهم، فإن الدين والعلم دائرتان مشتركتان في المركز، وذلكم المركز المشترك هو الحق.