للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المجتمع إلى طبقتين. إلى أصحاب ملايين. يقف وجوههم جمهور من الفقراء المعدمين. وليس لذلك من عاقبة إلا الخراب الاجتماعي أو الاشتراكية.

ولتجنب هذه العواقب الوخيمة ولضمان المساواة في توزيع مصادر السعادة ووسائلها يرى الاشتراكيون أن الأرض ورأس المال يجب أن يوضعا تحت حماية المجتمع وفي حوزته.

وأهم التغيرات التي حدثت بين صفوف الاشتراكيين هو أن سوادهم لم يعودوا بعد يعترفون بأنهم يستشهدون بنظريات الاقتصاد السياسي ويرتبطون بمسائله. لأن قواعد كارل ماركس أفسحت المجال للأخذ بالمذهب القائل بأن لا توضع القوانين والقواعد إلا بما يلائم الظروف وقد استعاض الاشتراكيون اليوم عن غرضهم من أحداث انقلاب في النظام بالتغلغل في صميمه، وقواد هذه الحركة رجال أوتو النشاط بعد النظر والاستشهاد في سبيل تحقيق مذهب يستعين برحمة الإنسانية وشفقتها.

وإليك صورتي زعيمين من زعماء الاشتراكية أولهما المسيو جوريس وهو في طليعة السياسيين، والآخر هو المسيو بردوهون من الفلاسفة.

وصايا الموتى وغرائبها

الشواهد كثيرة على غرائب الوصايا التي يتركها الناس لتنفذ بعد موتهم، ومن ذلك أن اللورد بورتار لنجتون أمر أن يدرج في قبره وكل خواتمه في أصابعه، ووصي اللورد أوركني أهله أن يشيعوه فوق نعش قديم حتى لا يشهد جنازته أحد، وأن لا يضعوا زهوراً على قبره، وأعلم ابن أخته بأنه سيجد وسامه مرمياً في أحد مخازن القصر. ومن بين الذين قضوا نحبهم في هذه الأيام رجل من أرباب الملايين في ويانة عاصمة النمسا، فأفرد مبلغاً من المال وطلب أن يدفع منه على إنارة ضريحه، بل وصندوقه الموسد فيه. بالأنوار الكهربائية عاماً كاملاً. وطلب رجل من الفرنسيين أن يرموا جثته على مسافة ميل من السواحل الإنجليزية. إذ كان ساخطاً على أمته، حانقاً على الشعب الفرنسي، حتى أنه لم يرض لنفسه أن يدفن تحت ثرى فرنسا، ولا أن يسمح لأحد من أقاربه أو بني جلدته بالانتفاع من موته، بل ترك جميع ماله وثروته إلى فقراء مدينة لندن.

حظوظ المخترعين

لم تكن أغرب الاختراعات لتجلب دائماً لصاحبها أعظم الثروات. يقولون إن المزالج جلبت