للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أرملاً.

فهز الرجل رأسه قائلاً إنه لن تصلح الأحوال حتى تشركنا الحكومة معها في الحكم والإدارة وأنا لا نستطيع إلى الصحة والنظافة سبيلاً حتى يهيء لنا ولاة الأمر أسباب ذلك ولا نجد الطريق إلى العلم حتى يأخذ ولاة الأمر بأيدينا ولا نهتدي إلى سبل اللهو الحلال حتى يهدينا ولاة الأمر إليها وإن مضار هذا الإهمال والتفريط وإن لم تنجم إلا بيننا ولكنها لا تنتهي عندنا بل تتعدانا إلى سائر الطبقات غيرنا حتى يفشو المصاب وتعم البلوي.

ولكن الرئيس قال ويحكم معشر العمال ما نكاد نسمع ذكركم إلا مقروناً بإحدى المصائب!.

فأجاب قائلا: ما منا تبتدئ ولا فينا تنتهي المصائب.

وقد كان في قوله هذا من الحق في نازل الوباء من البؤس والضر ما حمل الحكومة على عزيمة إشراكه في شيء من الأمر - على الأقل في الاحتياطات اللازمة لأبادة الوباء ولكنه ما زال خوفهم حتى أنحوه عن زمرتهم واستبدوا بالأمر دونه فعاد الوباء أشد طغياناً وأحصد فتكاً.