حضرة والدي الأميرة ومن هناك انحدروا إلى ويانة ومنها إلى تريستة حيث ارتقبوا وصول الأمير.
ولن تمضي بضعة أيام حتى ترى ألبانيا في نظام جديد وستنزل الدول أعلامها الخفاقة فوق أشقودرة. ولم يبق إلا لجنة المراقبة الدولية والجندرمة التي نظمت لحفظ النظام والأمن.
ولم يخف البرنس دويدر في خطابته التي رد بها على أسعد باشا أنه لم يقبل التاج فرحاً مبتهج القلب. إشفاقاً من الصعوبات التي تتور مركزه السياسي.
وقد كتب كاتب مقالاً طويلاً يصف فيه ألبانيا نجتزئ منه بهذه السطور الآتية إنك لا تلقى في كل ألبانيا كيلو متراً واحداً لا بل ولا متراً واحداً من الطرق الصالحة أو ما يصح أن يقال له كذلك. فليس بها إلا شقوق في الجبال ودروب. وبقاع مستنقعة، وليس في داخلية البلاد إلا بلدان كبيران لهما قنطرتان، وأهل البلاد مشتتون منتشرون ومن الشاق في أغلب الأحيان أخذ معلومات عن الأماكن المأهولة. والنواحي المطروقة وليس فيها حوانيت ولا حانات ولا فنادق بالمعنى الغربي. وإنما ترى هنا وهناك خاناً أو أكثر من خان.
ثم انتقل إلى وصف قرى الألبان قال:
ودار الفلاح الألباني تشبه أكواخ الزنوج. وفي ألبانيا مثلت القرى كلها مؤلفة من الأكواخ. وهذه الأكواخ يشيدونها من فروع الشجر وأحراش القش. وفي الجهات الجبلية يبنون بيوتاً من الحجارة تشبه من جميع أجزائها القلاع والحصون. وهم يجعلون الطابق الأسفل مرابط لخيولهم ومحابس لشائهم وإهراء لغلاتهم ويفردون الطابق الأعلى لمسكنهم ومنامهم. ويصعد إلى الطابق الأعلى بدرج عمودية. وتري فتحات النوافذ صغيرة جداً. وليس لها زجاج. وهم يحتمون من أشعة الشمس والمطر والريح بقفلها بألواح من الخشب وللمنازل المبنية من الحجارة سقوف خشبية. وأما سقوف الأكواخ فمن الآجر ولا يعرفون المقاعد ولا الكراسي ولا السرر ولا غيرها من الرياش. بل يأكلون وينامون على الأرض.
الطيارات والطيارون
ليس في عديد أمهات المسائل في هذا العصر العملي مسألة ذات خطر وبال مثل مسألة السياحة في الهواء. وهي من قديم العصور وغابر الأجيال أمنية الإنسان ومطمح نظره على أنها من الصعوبات بمكان. أوليس معنى ذلك أنا نمشي على الهواء وندوس بأقدامنا