للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على الزباء فقيل لها أن قصيراً بالباب فأمرت به فدخل عليها فإذا أنفه قد جدع وظهره قد ضرب فقالت ما الذي أرى يا قصير فقال زعم عمرو بن عدي أني غررت خاله وزينت له السير إليك وغششته وما لأنك عليه ففعل ما ترين فأقبلت إليك وعرفت أني لا أكون مع أحد هو أثقل عليه منك فألطفته وأكرمته وأصابت عنده بعض ما أرادت من الحزم والرأي والتجربة والمعرفة بأمور الملوك فلما عرف أنها قد استرسلت إليه ووثقت به قال لها أن لي بالعراق أموالاً كثيرة وبها طرائف وتياب وعطر فابعثيني إلى العراق لأحمل مالي وأحمل إليك من بزوزها وطرائف ثيابها وصنوف ما يكون بها من الأمتعة والطيب والتجارات فتصيبين في ذلك أرباحاً عظاماً وبعض مالا غنى بالملوك عنه فإنه لا طرائف كطرائف العراق فلم يزل يزين لها ذلك حتى سرحته ودفعت معه عيراً فقالت انطلق إلى العراق فبع بها ما جهزناك به واتبع لنا من طرائف ما يكون بها من الثياب وغيرها فسار قصير بما دفعت إليه حتى قدم العراق وأتي الحيرة متنكراً فدخل على عمرو بن عدي فأخبره وقال جهزني بالبز والطرف والأمتعة لعل الله يمكن من الزباء فتصيب ثأرك وتقتل عدوك فأعطاه حاجته وجهزه بصنوف الثياب وغيرها فرجع بذلك كله إلى الزباء فعرضه عليها فأعجبها ما رأت وسرها ما أتاها به وازدادت به ثقة وإليه طمأنينة ثم جهزته بعد ذلك بأكثر مما جهزته في المرة الأولى فسار حتى قدم العراق ولقي عمرو بن عدي وحمل من عنده ما ظن أنه موافق للزباء ولم يترك جهداً ولم يدع طرفة ولا متاعاً قدر عليه إلا حمله إليها ثم عاد الثالثة في العراق فأخبر عمراً وقال اجمع لي ثقات أصحابك وجندك وهيء لهم الغرائر والمسوح - قال ابن الكلبي وقصير أول من عمل الغرائر واحمل كل رجلين على بعير في غرارتين واجعل معقد رؤوس الغرائر من باطنها فإذا دخلوا مدينة الزباء أقمتك على باب نفقتها وخرجت الرجال من الغرائر فصاحوا بأهل المدينة فمن قاتلهم قتلوه وإن أقبلت الزباء تريد النلق جللتها بالسيف ففعل عمرو بن عدي وحمل الرجال في الغرائر على ما وصف له قصير ثم وجه الإبل إلى الزباء عليها الرجال وأسلحتها فلما كانوا قريباً من مدينتها تقدم قصير إليها فبشرها وأعلمها كثرة ما حمل إليها من الثياب والطرائف وسألها أن تخرج فتنظر على قطرات تلك الإبل وما عليها من الأحمال فإني جئت بما صاء وصمت فذهبت مثلاً. وقال ابن الكلبي وكان قصير يكمن النهار ويسير الليل وهو أول من