عباد الله يئنون من وطأة الدين تحت جبل راسي وحز مواسي على صحتك يا مستر شرول واعلم أن الذي من عليك بنعمة الضحك لم يدعني منها عطلا - ولاسيما حين يلهمني أن أخرجك من ثروتي صفر اليدين أو بخفي حنين.
وهنا أخذ الغيظ يسري في أحشاء شرول وانكشفت تلك الدماثة التي تصنعها عندما دخل الغرفة عن حقيقة خلقه من القسوة الخشونة والجفاء ونضا صوته ما كان قد تنكر فيه من غلائل الرقة عن حقيقة تكوينه من الغلظة والشدة وقال وقد جلس إلى طعامه حسبك مزاحاً وهزلاً وأي فائدة هناك في تكلمك عن مالك كلاما لا يعمل به ولا يسري؟ فسوف يرثك فيه ولا شك الوارث.
قال ترفرتون سأتركه لمن أجده للمال مبغضاً محتقراً فلا قبل للمال بإفساد خلقه.
فقال شرول أعني تتركه لغير أحد.
قال السيد بلى قد أعلم ذلك.
قال شرول ملحاً ولكن ذلك لا يكون أبداً ولا بد للمال من وارث.
قال ترفرتون أترى ذلك مستحيلاً؟ عجباً! ألست حراً أفعل بمالي ما أشاء؟ أليس يمكنني أن أحوله جميعاً أوراقاً مالية أشعلها ناراً قبل ممات فأخرج من الحياة أحمد الله الذي مهد لي أن أتركها وما تركت بها ما يزيد شرها شراً؟ - وحسبي من العزاء ذلك!