ويترك للنساء الحرية في دخول الدار متى أردن، حتى لا يمنع الخجل من الفضيحة أو الخوف من العار أو أية أسباب أخرى، تلك الأمهات اللاتي نبذن أولادهن يوم الولادة في مظلم الأزقة وساكن الطرق، من الذهاب في كل يوم لتفقد أطفالهن في المستشفيات وإرضاعهم وتغذيتهن آمنات من شر الفضيحة مطمئنات، بل إن هذه الصناديق المحجوبة ستعمل كثيراًَ على تخفيف وفيات الأطفال في فرنسا وتقليل عدد الجرائم التي ترتكبها النساء في سبيل الخوف من الافتضاح.
الأكاذيب المقررة في التاريخ
وضع أحد كبار العلماء المؤرخين منذ أشهر رسالة في إحدى المجلات الكبرى تدور حول الأكاذيب المقررة في التاريخ كأنها حقائق تاريخية صادقة لا أثر فيها للخرافة وقد جاء بقائمة طويلة من هذه نقتطف منها ما يأتي:
حرق جريجوري الأكبر مكتبة القياصرة - حرق عمر بن الخطاب مكتبة الإسكندرية - قولهم إن أوروبا في القرون الوسطى كانت تعتقد أن العالم سينتهي في عام ١٠٠٠ ميلادية - قصة أسر قلب الأسد - قولهم إن خطب بطرس الناسك هي التي أثارت أوروبا إلى الحرب الصليبية الأولى - رواية ويليم تل.
خرافة الباستيل
لا نظن إن في القراء من لا تتأفف نفسه وتتأثر مشاعره وترتعد فرائصه إذا ذكرت أمامه مظالم الباستيل وفظائعه! أو قرأ شيئاً عنها في رواية، أو وقع على وصف لهوله في كتاب، ذلك لأن المؤرخين والكتاب والروائيين قد أكثروا من وصف هذا السجن العتيق بكل نكراء حتى أصبح راسخاً في أذهان العالم كله أن الباستيل كان أفظع السجون التي شهدها التاريخ.
ولكن يظهر أن هذه خرافة أخرى من الخرافات التي يحملها التاريخ في بطونه ودفاتره، كما يتبين لك من الكلمة الآتية التي كتبها عنه العالم المتقدم الذكر في رسالته.
لقد كانت العناية بالمساجين في سجن الباستيل نهاية في الكرم وغاية في الجود، وكان كل سجين يكرم على قدر مكانة في الهيئة الاجتماعية، فمثلاً كانت الحكومة تصرف يومياً لحاكم الباستيل خمسة فرنكات لطعام المسجون المتوسط الحال، وخمسة عشر فرنكاً لطعام