للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسمومة وهي من جلد وحيد القرن (الخرتيت) ومحلات بالخرزات، وهو يكاد يكون عارياً لولا الخرقة التي يستر بها عورته على أن بشرته السوداء المصقولة اللامة لتبدو في أشعة الشمس كبدلة من القطيفة أو الحرير، وتراه يلبس في زنده أساور من الفضة أو النحس إذ يعتقد أن وسوسة هذه الحلي تثير الرعب في قلوب أعدائه.

وأهل توجو جميعاً يعيشون في أكواخ من خشب الأشجار يبنون فوقها طبقة من الطين النيئ والذين يسكنون منهم الجبال يبنون لهم حصوناً تكاد تكون على شيء من الفن، وهم يجتهدون في زراعة الأرض ويخرجون أحياناً منتوجات طيبة من الدخن والقمح، بينا ترى أهل الجنوب والبلاد الوسطى يحاولون أن يظهروا أنهم قد انتقلوا قليلاً من الوحشية المطلقة فيزرعون القطن يصنعون منه موا يستر عوراتهم، وهم مهرة في عمل السلال ونساؤهم حاذقات في صنع الخرز.

وليست أرض توجو كلها طيبة لسكنى الأوروبيين بل هناك نواح منها يغشاها مكروب الملاريا، ومن الأمراض الفاشية بينهم مرض النوم وأول ما ظهر هذا المرض القتال منذ ثمانية أعوام أو تسعةن وهو يفتك بهم فتكاً ولذلك تراهم لا يستخدمون الخيل نهاراً بل يستعملونها ليلاً، لأن ذبابة هذه المرض - المعروفة بذبابة التستسى لا تظهر في الليل وأما بالنهار فيحبسونها في أكواخ يحصنونها من هذا الذباب ويقيمون عليها الحراس.