للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولا ريب في أن ليس هناك عامل إنجليزي يرضى عن طيب خاطر أن يخرج عن سر من أسرار مصنعه إلى حكومة أجنبية، ولذلك لم يخالجنا الريب ولم يحك في صدورنا أن يكون بين عمال مصانع الأسلحة بالسويك من يقرف بالخيانة ويتهم بالغدر، وكان بين أعضاء هذا النادي الألماني - وإن كان بينهم كثيرون من السويسريين والبلجيكيين - رجل متوسط السن، يدعى بينهم جون باركر ولكننا استخلصنا بعد البحث أنه إما أن يكون ألمانياً وإما سويدياً، ثم علمنا أنه يشتغل كاتباً في إدارة شركة كبرى من شركات السفن في نيوكاسل، وكان التصوير ملهاته الوحيدة، يلتف حولنه جمع من الأصدقاء والأصحاب، بينهم عامل من رؤساء عمال المصنع، يدعى شارلز روسر، عرف بالإخلاص في العمل، والدؤوب عليه.

فجعلنا نراقب الرجلين عن كثب، وقد قامت الريبة في خاطرنا.

وكان روسر يقضي الليل مع صديقه باركر في دور التمثيل أو في المراقص وحلقات الموسيقى، وظهر لنا أن باركر كان يدفع عن صاحبه ثمن كل شيء، ويذهب إليه في بيته، ويصرف المساء مع زوجته وأسرته.

وكنا نتناوب على المراقبة، ففي ذات ليلة دخل على صديقي راي، وأنا في النزل وكان عائداً من أثر الرجل، فقال إن باركر يجض صديقه على شراء بيت جديد، يبلغ ثمنه ثلاثمائة وخمسين جنيهاً، وهو بيت أنيق جميل، حديث العهد بالبنائين.

قلت (ثم ماذا؟).

قال (لقد تسمعت الليلة عليهم فأخذ سمعي بعض الحديث سمعت باركر يعرض على صديقه أن يقرضه نصف هذا المبلغ).

فصحت قائلاً (تحت شروط، أليس كذلك؟).

فأجابني (لم تذكر الشروط، ولكن لا ريب في أن باركر يريد أن يوقع المسكين في الأحبولة. لكي يضطره إلى أن يبض له ببعض الأسرار والمعلومات، حتى ينقذه وأسرته من شر الفاقة وويل الحاجة، اذكر أن الجواسيس الألمان لا يترددون عن شيء ولا يحجمون).

قلت، نعم ذلك أمر واضح، علينا أن نحمي روسر المسكين من شراك الرجل، وهل ثمة