منهم، وبلغ من حسن عشرته بهم أنه أسهم معهم بشيء من ماله في تجارة السمك بالقرية.
وترى في ناديه العلماء والأساتذة والمهندسين والكتَّاب والتجار وكل من يتوسم فيه الخير لأمته.
وقد حاز شهادة الهندسة بعد دراستها ثلاث سنين، ثم توفر على هذا العلم ودأب على إتقانه وهو الذي وضع الخطط لمد سكة حديد كهربائية بين مدينتي بروكسل وأنفرس وأبى في التجاريب التي أقيمت بعد الفراغ من مد تلك السكة لا أن يسوق أول قطار بنفسه.
وقد وجدت السياسة والأدب فيه متعشقاً محباً، وقد ألف حتى اليوم أكثر من كتاب، وطالما صرح لشعبه أن المملكة لا تنتعش ولا ترتقي دون الفنون الرفيعة، وفي عام ١٩٠٩ بدأ يدرس فن السفن وصناعتها وقصد أكثر ثغور فرنسا وهولندة لهذا الغرض، وعمد بعدها إلى درس فن الطيران والحذق فيه.
وقضى دهراً وهو ولي العهد صحفياً عادياً يكاتب الصحف ويعمل لها، وذلك أيام كان في أمريكا أي عام ١٨٩٨ وأقام بنيويورك وغيرها من أمهات البلاد الأميركية بضعة أشهر وألف كتاباً عن أمريكا بعد عودته منها، امتدح فيه فكرة الحكومة عند الأمريكان.
والملك ألبرت أطول ملك في الغرب قامة وأوفاهم شطاطا تبلغ قامته نحواً من مترين وهو اليوم في التاسعة والثلاثين من عمره وارتقى العرش منذ خمسة أعوام بعد وفاة خاله الملك ليوبولد، وهو الابن الأصغر للكونت فلا ندرس، قتل أخوه الأكبر إثر حادثة غرام وكان هو وريث العرش، لأن أباه قد تنازل عن حقه في وراثة الملك بعد أخيه ليوبولد الشيخ المتهدم العمر لابنه الأكبر وفي سنة ١٨٩١ تنازل لألبرت بعد أخيه القتيل، فلما توفي ليوبولد خلفه على ملك البلجيك.
وكان زواجخ عام ١٩٠٠ بابنة دوق بافاريا كارل تيودور، وكان هذا من أمهر أطباء العيون في الغرب كله، وقام بنحو من خمسة آلاف عملية جراحية للفقراء في مستشفاه الخاص بميونيخ دون أجر، وقد تزوجها الملك ألبرت عن هوى بينهما وحب والملكة اليصابت مثل زوجها في قوة الذهن وجلال الروح، وهي تشغل من قلوب البلجيك محلالا يقل عن زوجها.