هم دونه، ووظيفته الحربية تستلزم حضورة إلى البلاط في (التشريفات الرسمية) ومن امتيازاته فيها أن يحمل سيف الإمبراطور.
خوف الإمبراطور من الأمراض
بينا يسير الإمبراطور في ساقة الجيش اليوم، لا تراه يتخلى عن أطباء بلاطه لحظة واحدة، فهو يخاف اغتيال المرض له، خوف قيصر الروس من غيلة سكين الفوضوي فإذا ما أصاب الإمبراطور ولو يسيراً من برد، لم يلبث أن يأوى إلى فراشه ويدعو إليه أطباءه، تاركاً العناية بكل شيء سوى صحته، وإذا كان في رجال حاشيته من يتألمون من إصابة البرد رأيتهم يحذرون جد الحذر من أن تظهر عوارض السعال عليهم وهم في حضرته، ولو عجز أحدهم مرة عن إمساك سعاله، وهو بين يدي الإمبراطور أذن لما كان نصيبه إلا الطرد من لدنه، وعليهم أن يستعملوا مناديلهم وراحهم، ويتحصنوا من السعال وراء أكفهم، حتى لا يبدو هذا العارض أمام الإمبراطور.
وقد اعتاد في برلين أن لا يخرج للرياضة إلا في رداء كثيف، يسخن على النار قبل أن يشتمل فيه، فإذا كان في حلقة الكرة، راح يلعب مع رجال بلاطه وأصدقائه وهو في ردائه هذا المحمي بينا ترى اللاعبين في لباس اللعب، والعرق يتصبب من عوارضهم وأكسيتهم.